مقالات

(50) إن الدين عند الله… الإسلام  

ما ينطبق على خلق الإنسان وتكوينه في أعظم خلق وفي أجمل صورة وفي أروع منظر،  بعد التقاء الجسد والروح في الإنسان، ينطبق على خلق الكون في أبهى حلة وأجمل بناء، وأحلى مظهر وأعظم هندسة، بعد تعانق المادة والروح  في الكون.

وكلاهما كيان، يمتزج فيه الجسد مع الروح في الإنسان وتذوب المادة فيه مع الروح في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وما ينطبق على الاثنين “الكون والإنسان”، ينطبق على سائر المخلوقات الأخرى، مثل الحيوانات والطيور والحشرات والنباتات والجمادات والكائنات الدقيقة من الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات، كلٌ حسب نوعه وطبيعة جنسه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وما يحدث للكون والإنسان ولكل هذه المخلوقات، من ترميم وصيانة ذاتية لكل مكوناتها، وتجديد دائم لكل مكوناتها على مدار اللحظة، يؤكد عظمة الخالق سبحانه وتعالى، المتفرد بخلقه للكون والإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

والأعجب من كل ذلك، فآلية خلق الكون والإنسان في إعادة التجديد الكامل، في كل هذه المخلوقات، يتطلب إعادة بناء الجسيميات الأولية داخل الذرات، بنفس الطريقة والأسلوب الذي بنيت به في الأصل والتكوين، كل على حسب نوعه وجسنه دون زيادة أو نقصان، بشكل منظم ومنتظم، وفي دائرة متصلة بالمركز والأطراف لا يقدر عليها إلا خالق الأرض والسماوات الله سبحانه وتعالى، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن كل شيء خلق في الكون، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »