مقالات

(49) إن الدين عند الله… الإسلام

من هذا المنطلق يمكن أن نفهم أن الإنسان، خلق في البداية من توزيع الجسيمات الأولية داخل الذرة، ثم توزيع الذرات داخل الخلية بشكل محكم على حسب نوع الخلية، فخلية الجلد غير خلية المخ غير خلية القلب وهكذا.

ثم توزيع الخلايا داخل الأنسجة بشكل متقن وتوزيع الأنسجة داخل الأعضاء بشكل منظم، بحيث تتموضع كل خلية ونسيج وعضو وجهاز في مكانه، وتكتسب كل خلية ونسيج وعضو وجهاز وظيفتها البيولوجية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

ثم يتم توزيع الأعضاء داخل الأجهزة بشكل مرتب، ثم يتم توزيع الأجهزة داخل الجسم بشكل غامض ومبهم، وفي نفس الوقت تتم عملية الصيانة الذاتية بشكل دوري في نطاق مكونات الجسم، بحيث يحافظ على حيويته ونشاطه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

 وما ينطبق على الجسد المادي، ينطبق على الروح النورانية، التي تكون مع الجسد النفس الإنسانية في إطار إنساني، تغلب عليه الطبيعة المادية للجسد أو الطبيعة النورانية للروح، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

في وجود التقاء محكم وغامض ومبهم، بين طبيعة الجسد المادية المعتمة، وطبيعة الروح النورانية الشفافة، في وجود تكات مجهولة بين الجسد والروح، تسمح للجسد بالتعرف على الروح والالتقاء بها والتفاهم معها، ويسمح للروح بالتعرف على الجسد والالتقاء به والتفاهم معه بشكل غير مدرك، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد غموض العلاقة بين الروح والجسد، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »