مقالات

(52) إن الدين عند الله… الإسلام

إذا مات الإنسان مع انتهاء حياته في الدنيا خرجت الروح أولًا، فيتبعها هدم البنية المادية المتمثلة في الجسد ثانيًّا مع انتهاء عمل ووظيفة برنامج البعث الذي كانت تحمله الروح، فيحل محله برنامج الفناء، الذي يتولى أمر الفناء، فيقوم بإغلاق كل الوظائف الحيوية المتعلقة بالجسد على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وأمَّا إذا قتل الإنسان، هدمت البنية المتمثلة في الجسد أولًا، ثم خرجت الروح ثانيًا من الجسد، بالقتل وإتلاف عضو أو أعضاء من الجسد، ساعتها لا تستطيع الروح من العيش في بنية ناقصة، لأن من شروط بقاء الروح في الجسد، أن تظل البنية سليمة على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة داخل الجسد.

وما بين الموت والقتل، يلعب برنامجي البعث والفناء الدور المحوري، في إدارة ملف نهاية الخدمة للإنسان في الدنيا، ففي الحياة يخدم برنامج الفناء برنامج البعث ويضبط عمله، ولكن عندما ينتهي وجود برنامج البعث بخروج الروح في الموت أو القتل، تنتهي حياة الإنسان بواسطة برنامج الفناء الحاضر الغائب في الأحداث التي يتعرض لها الإنسان في الحياة.

قال تعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِين” (آل عمران: 144).

البعث والفناء من الأسرار الغامضة في حياة الإنسان

ويبقى مفتاح البعث والفناء، سر من الأسرار الغامضة في حياة الإنسان والمتحكم في آلية الحياة والموت والمتحكم في حياة الكون والإنسان، بيد الله وهو سر مبهم عند الإطباء، ويمثل لغز قائم بذاته حير العلماء، فلا أحد يعرف بالضبط الصلة بين الروح والجسد، ولا أحد يفهم معنى وعمق هذه العلاقة، ولا أحد يقدر أو يستطيع أن يقيم الروابط التي تربط بين الروح بالجسد في إطار الحياة ولا بعد الموت، لأن الروح النورانية ممزوجة بالجسد المادي، على مستوى الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المادية والنورانية، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن مفتاح البعث والفناء، هو الذي يتحكم في حياة الإنسان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »