مقالات

(15) نهر النيل في… الإسلام

يبدو أن الفرعون هو رمسيس الثاني الذي اتخذ من برعمسيس عاصمة لمصر في المنطقة التي كان يعيش فيها بني إسرائيل بين الشرقية والإسماعلية، والتي ولد فيها موسى عليه السلام في مدينة قنطير، ونقل نهر النيل بفرعه في بحر مويس، موسى منها إلى قصر الفرعون في قنطير أو تل الضبعة بمحافظة الشرقية.

وقنطير قرية في مدينة الحسينية بالشرقية، تقع شمال شرق مدينة الزقازيق 50 كم، وإلى الشمال من مدينة فاقوس 12 كم، وإلى الجنوب منها تل الضبعة بكيلومتر، وقديمًا كانت تقع على الضفة الشرقية للفرع البيلوزي للنيل داخل حدود المقاطعة التاسعة عشر من مقاطعات الوجه البحري في عهد الفراعنة، وكل قرى قنطير وتل الضبعة وعزبة رشدى والختاعنة وعزبة حلمي تمثل أجزاء من عاصمة رمسيس الثاني برعمسيس وأواريس.

وفي قنطير ولد موسى عليه السلام، ودارت فيها قصته الشهيرة مع فرعون مصر، ومنها خرج اليهود من مصر، وبحر فاقوس هو اليم الذي أٌلقي به موسى، لهذا أطلق عليه بحر مويس، فضلًا عن العثور على شواهد أثرية تؤكد وجود قصر فرعون بمنطقة قنطير.

دور نهر النيل في حماية موسى

فلعب نهر النيل الدور محوري في حماية موسى وحفظه من بطش الفرعون وملأه، وهذا الدور البناء، الذي قام به نهر النيل عن علم ومعرفة وفهم ودراية، في حماية موسى وبني إسرائيل في مصر، كان السبب في استحواذ القرآن الكريم، على أكثر من 60% من آياته عن مصر ونهر النيل والفرعون وبني إسرائيل.

ولولا نهر النيل وحفظه لموسى عليه السلام، ما كان هناك موسى ولا بني إسرائيل، وما كان هناك يهودية ولا نصرانية ولا إسلام، وما كان هناك وجود للتوراة ولا مناجاة، ولا موقع أو مكانة لبني إسرائيل عند الفرعون وقومه، وما كان هناك وجود للتوراة والإنجيل والقرآن.

قال تعالى: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي اليمِّ فَلْيُلْقِهِ اليمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عليكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي) طه: 39.

 فنهر النيل، كان سبب في هداية البشرية وتعريف الإنسان بالله، وكان سبب في نصرة نوح عليه السلام في الطوفان وحماية إبراهيم ولوط ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وسليمان وعيسى عليهم السلام، وكان سببًا في رسالة موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، وكان سبب في نزول التوراة والإنجيل والقرآن، وكان سبب في كل الأحداث الجسام، التي حدثت في العالم وتحدث إلى قيام الساعة، ويكفيه شرفًا عند ربه أنه نهر من أنهار الجنة.

الآيات الكبرى

وحفظ نهر النيل على حياة موسى عليه السلام، كان وراء كل الأحداث الجسام والآيات الكبرى التي قصها القرآن الكريم، عن مصر ونهر النيل وعن الفرعون وقومه، وعن موسى وقومه، فجلب الرسالة والعمار لموسى وبني إسرائيل، وجلب لفرعون وقومه الخراب والدمار والهلاك والغرق.

قال تعالى: (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ اليمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ) طه: 78- 79.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »