مقالات

(149) نهر النيل في… الإسلام

لم يكن العلم بعيد عن أعين الغرب في وثيقة هنري، لأنه يمثل الركيزة الأساسية، والقاعدة العريضة التي تنهض عليه الشعوب كما حدث مع الشرق، من قبل في أوج تقدم الدولة الإسلامية في العصور الوسطى، وهم يعلمون أن الإسلام يقدس العلم، ويرفع من شأن العلماء في الدنيا والآخرة، لكن أن تملك العلم تملك إرادتك ويحترمك الآخرين، لذلك كانت وظيفة الوكلاء بالاتفاق مع أحفاد الهنري، أن يصبح العلم خط أحمر في العالم العربي والإسلامي.

فألغوا العلم والبحث فيه وأصبح لافتة على جدار مؤسسة، ومعه تم إلغاء التعليم الحقيقي، الذي يساوي فكرة ثم منتج، لذلك نجحت الدول التي حولت التعليم إلى فكرة ومنتج، يتم تصنيعه في خلال بضعة أشهر، ويصبح له قيمة محلية وإقليمية ودولية وعلامة تجارية عالمية، فيما عدا ذلك تصبح الدول متخلفة ولا قيمة لوجودها على الخريطة.

طرحت في موقع إعجاز أكثر من مائة مقالة، عن أهمية التعليم والبحث فيه، وأهمية خلق ووجود بؤر علمية تنتشر في جميع المستويات التعليمية من الحضانة وحتى الجامعة، ثم مرورًا بالإدارات والهيئات والوزارات والجامعات والمحافظات، والتي تعتمد في حصيلتها على تطوير فكرة قديمة أو خلق فكرة جديدة أو إبداع أو ابتكار أو اختراع، غير ذلك لا قيمة للأموال التي تنفق على التعليم في مراحله المختلفة.

إلغاء التعليم

وعلى أثر إلغاء التعليم وعدم تحويله إلى فكرة، تم إلغاء المدارس والجامعات، وأصبحت اسم على الورق على غير مسمى، تدار بواسطة جماعة من المنتفعين، الذين ليس لهم أدنى معرفة بحقيقة العلم والبحث فيه، فأصبحت الجامعة لافتة يكتب عليها اسم الجامعة على أقصى تقدير، دون وجود أي بحث علمي حقيقي، بعد أن تم تفريغ العلم ومضمونه في الجامعات بواسطة هذه الوثيقة إلا ما ندر.

فالبحث العلمي حجر الزوايا في تقدم الأمم والشعوب، والذي تصنعه وتنتجه الجامعات، لكن إلغاء وجود الجامعات يصب في مصلحة القائمين على أمر تنفيذ وثيقة الهنري، بعد حدوث تكامل وتوافق في الرؤى بين الأحفاد والوكلاء الذين يطبقونها على أرض الواقع.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »