مقالات

(148) نهر النيل في… الإسلام

ماذا لو اجتمع الجميع في العالم الإسلامي على كلمة سواء على الإسلام ولا شيء غيره؟، ما تمكن الغرب الاستعماري من إيقاع فتنة طائفية بين أبناء الإسلام، لا تبقى ولا تذر في غياب العقل والمنطق السليم، والحكمة وفصل الخطاب وفي غياب الدين، الذي يدعي الجميع الإيمان به.

مع أن الجميع من المسلمين، ويعلم الواحد منهم أن قتل نفس إنسانية واحدة في الإسلام، تساوي جريمة قتل مائة مليار شخص على أقل تقدير إلى  قيام الساعة، فأي إسلام هذا الذي يتمحكون فيه، ويقتل بعضهم البعض الأخرى.

قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) المائدة: 32.

القتل بين المسلمين

فلماذا استباح المسلمون دماء بعضهم البعض الآخر؟.. ولماذا هذا القتل اللعين؟، فالعربي يقتل العربي، والمسلم يقتل المسلم، دون وجود خطوط حمراء للحفاظ على أرواح العرب والمسلمين، وكل نفس بشرية خلقها الله في الأرض، وأودع فيها أسرار خلقه.

فالقتل على أشده في بلاد العرب والمسلمين، عدا بلاد العالم، مع أن الإسلام هو دين الأمن والأمان والسلام بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان وأهله في أسرته وفي مجتمعه، وفي بلده وفي منطقته وفي قارته والعالم من حوله، هذا السلام في الإسلام الذي جعل من العالم قرية واحده قوامها الإستقامة والإنضباط، في وجود العدل والسلام.

قال تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ) المائدة: 6.

فسار المسلمون على خطى الغرب وأعوانه، الذي يؤلب الجميع على الجميع، ولم يتعلم المسلمون الدرس من معارك الجمل وصفين والنهروان الكثير، بل إنغمسوا في قتل بعضهم بفعل الطائفة وتأليب الغرب، دون دليل على ما يحدث بينهم من القرآن الكريم أو السنة ودون تدبر مما حدث في حطين وفي عين جالوت.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »