مقالات

(147) نهر النيل في… الإسلام

ما الذي جعل أمريكا وإنجلترا تستمر في شن حملاتها الصليبية على العالم الإسلامي، في القرن الحادي والعشرين بذرائع واهية، خاصة بعد أن توهم البعض أن الغرب، قد كف أذاه عن الشرق الإسلامي بعد إقامة إسرائيل، باعتباره قاعدة متقدمة في الشرق، للحروب الصليبية والغزوات للشرق، التي قامت من ألف سنة.

ولماذا يهاجم الغرب العالم العربي والعالم الإسلامي، ثم يقتل أبناءه بدم بارد، وهذه الوحشية منقطعة النظير في وجود حقد مرير، مع غياب الضمير وموت العقل والقلب والفؤاد، دون حساب أو عقاب، بل يتم تدميره على أعين العالم، وأمام المجتمع الدولي بشقيه في مجلس الأمن والأمم المتحدة، من أجل الحفاظ على مصالحه.

ولا تجد سوى الشجب والاستنكار في العلن والرضا على ما يحدث من الغرب في الخفاء مع حضور قوي وممنهج ومرتب، لكل من روسيا والصين في هذه المذابح الجماعية للمسلمين، ضد المسلمين في داخل الصين والاتحاد السوفيتي أو روسيا الحالية على مدار عشرات السنين.

في الوقت الذي لم تتمكن فيه كل من مصر والسودان من الحفاظ على نهر النيل، والدفاع عنه، حتى ولو بالكلام أو السلام، ترى ماذا لو أن ماء نهر النيل يخص الغرب بشكل عام وأمريكا بشكل خاص، إلا تجييش له الجيوش ويتم تدمير إثيوبيا، عن بكرة أبيها وكل دول حوض النيل.

تدمير الدول العربية

كما فعلوا في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا والصومال، والحبل على الجرار وإزالتها من على الخريطة أو على أقل تقدير تأديبها وتهذيبها، حتى تعود إلى رشدها وتتراجع عن أفعالها العدوانية وأعمالها الإرهابية، في حجب ماء نهر النيل، أو تقليص  حصة مصر والسودان من الماء، أليس هذا إرهاب دولي تمارسه إثيوبيا بمساعدة أطراف محلية وإقليمية ودولية؟

بل إن أمريكا لم تترك العراق وأفغانستان، بعد عشرين سنة من الاحتلال، بعد أحداث سبتمبر الشهيرة والمفبركة في 2001، كما يقول الخبراء، فبدأت في سحب قوتها من البلدين، بعد أن تركت الفتنة الطائفية تنهش فيها، طبقًا لوثيقة هنري كامبل، وبعد أن رتبت للصدام بين أصحاب العقول المغيبة من دعاة السنة والشيعة، اللذين ليس لهما نصيب من الإسلام سوى الاسم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »