مقالات

(129) نهر النيل في… الإسلام

إذا كان نهر النيل، يتكون من النيل الأبيض ومنابعه القادم من أوغندا في قلب إفريقيا إلى  السودان، فإن منابع النيل الأزرق، تنبع بالكامل من السودان في إقليم بني شنقول العربي السوداني المسلم، وفي وسطه بحيرة تانا، التي تحتوي وحدها على 50 مليار متر مكعب من الماء العذب.

وهذا معناه أن منابع النيل الأزرق، تنبع في أرض عربية وليست إثيوبية، فإثيوبيا دولة محتلة لأرض عربية، في إقليم بني شنقول، التي يخرج منها منابع النيل الأزرق وبحيرة تانا، ومن واجب العرب كافة، تحرير هذه البقعة العربية الغالية، التي يوجد بها منابع النيل الأزرق، والتي تمد السودان ومصر بجزء ضئيل من مياهها العذبة.

ولا يجب الالتفات إلى الأكاذيب وأحاديث الإفك، التي تروجها الحكومات الإثيوبية والتي تقلب الباطل حق والحق باطل دون دليل أو برهان، فوصل بها الحد إلى قلب الحقائق رأسًا على عقب، ثم الادعاء كذبًا على أن منابع النيل تنبع من إثيوبيا واستخدمت البروباجندا الإعلامية ومن ورائها الاستعمار الغربي، من أجل تغيير الواقع الجغرافي على الأرض، ثم تقوم ببناء سد النهضة، وهو سد غير شرعي على أرض عربية.

وكل هذا الخداع الذي تمارسه إثيوبيا، من أجل حرمان مصر والسودان، من حصة الماء التي لا تتعدى سبعين مليار متر مكعب في المتوسط، بينما إثيوبيا تحصل على أكثر من 200 مليار متر مكعب، من جملة كمية الماء الساقطة على النيل الأزرق والبالغة ألف مليار متر مكعب ماء، الفاقد منه حوالي 700 مليار متر مكعب.

النيل الأبيض ومنابعه

وهذا هو القول الفصل في أحقية السودان بالسيطرة على منابع النيل بعد استرداد إقليم بني شنقول، يؤكده أبعاد السودان الخمسة في البعد الجغرافي والبعد البشري والبعد الديني والبعد التاريخي والبعد الحضاري، والتي تؤكد جميعها أن أصول قبائل بني شنقول، تعود إلى  السودان وإلى المجموعات العربية التي هاجرت، إلى أقصى جنوب النيل الأزرق في إقليم بني شنقول الحالي، وكانت تلك القبائل العربية، تعيش في السودان بصورة عادية.

لكن الاستعمار الإنجليزي لعب على هويته النصرانية، دورًا محوريًّا بعد الاحتلال البريطاني لكل من مصر والسودان، فاستخدم سياسة المناطق المغلقة بهدف عزل التجمعات القبلية الوثنية في السودان، وجنوب النيل الأزرق لمنعها من التداخل مع القبائل، التي تدين بالإسلام أو المسيحية، مثل بني شنقول الذين يدين معظمهم بالإسلام.

ومن ثمَّ تمَّ التواطؤ بين الاحتلال البريطاني، بعد احتلال السودان مع مينليك الثاني ملك إثيوبيا، الذي طمع في ضم إقليم بني شنقول، نظرًا لثرائه بمعدن الذهب، فساوم الإنجليز لضم بني شنقول إلى مملكة الحبشة، بعدها تدخلت إثيوبيا واحتلت منطقة بني شنقول والروصيرص.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »