مقالات

(130) نهر النيل في… الإسلام 

تم قوننة الاحتلال الإثيوبي لإقليم بني شنقول العربي السوداني، الذي ينبع منه النيل الأزرق بالتواطؤ مع المحتل الإنجليزي لمصر والسودان، بعد أن تآمروا مع منليك الثاني، نكاية في العرب والمسلمين بشكل عام وبمصر بشكل خاص، بعد تمكين إثيوبيا من السيطرة على منابع النيل في بني شنقول العربية السودانية.

وتوصل الإنجليز المحتلين لمصر والسودان مع الحبشة التي كانت مستقلة في ذلك الوقت في 1902، ولم تكن تحت الاحتلال، كما تدعي حكومة آبي أحمد إلى توقيع معاهدة أديس أبابا 1902، والتي بموجبها يحتفظ منليك الثاني بإقليم بني شنقول ذي الأغلبية المسلمة، الذين يتحدثون اللغة العربية.

فقام منليك الثاني الملك الإثيوبي، بسحب قواته إلى منطقة جنوب فازوغلي والروصيرص، عند المدخل الشرقي للنيل الازرق في الشريط الحدودي مع السودان، ثم قام بسحب قواته، التي هاجمت منطقة القلابات، التي تسبب حتى الآن توتر حدوديًّا بين السودان وإثيوبيا، وتم تسلم منطقة القلابات والقضارف بالكامل للسودان.

الاحتلال الإثيوبي لمياه النيل

وبعد التفاهم الذي تم بين الإنجليز والحبشة، تم تسليم منابع النيل الأزرق للحبشة على المفتاح، وغض الطرف عن ملكية السودان لهذه المنابع، باعتبار إقليم بني شنقول، الذي يوجد به بحيرة تانا، وينبع منه النيل الأزرق، جزء لا يتجزأ من أرض السودان، ففعلت إنجلترا في مصر والسودان، ما فعلته في فلسطين.

فكل القوانين المتعلقة بماء النيل والتي وضعت بواسطة المحتل الإنجليزي لمصر والسودان، بالتواطؤ مع المحتل الحبشي لإقليم بني شنقول، الظاهر فيها الحفاظ على الحقوق المائية لكل من مصر والسودان، لكن الباطن فيها تأكيد ملكية إثيوبيا لإقليم بني شنقول السوداني.

وكل هذه الألاعيب السياسية والخدع الاستراتيجية، التي قامت بها إنجلتر في منابع النيل الأزرق، هي التي مكنت إثيوبيا من السيطرة على النيل الأزرق وتحويله إلى بحيرة إثيوبية، ما هي إلا ذريعة أعطيت للحبشة ومنحت لها من قبل الإنجليز وذرائعهم الكثيرة والمتعددة، التي دمرت العالم العربي، فسلمت فلسطين لإسرائيل، وسلمت بني شنقول لإثيوبيا، فمكنتها من احتلال منابع النيل، كي تضع إثيوبيا يدها على ماء النيل، الذي ليس لها فيه أي حق.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »