مقالات

(128) نهر النيل في… الإسلام

هناك بعص الجهات في الشرق، تعاونت مع المستعمر الغربي من أجل إحكام السيطرة على العالم العربي وفي قلبه مصر، فكان احتلال بني شنقول في بداية القرن العشرين 1902 بواسطة الحبشة من بني إسرائيل، وكان في منتصف القرن العشرين احتلال فلسطين 1948، بواسطة بني إسرائيل، مع العلم أن هناك علاقة بين الحبشة وإسرائيل.

من الملاحظ أن سرد هذه الوقائع المختصرة عن نهر النيل ومياهه، تعطينا فكرة عظيمة على أن السودان هو حجر الزوايا في التحكم في مياه نهر النيل، سواء كان داخل حدوده المعترف بها دوليًّا، أو في إقليم بني شنقول الذي احتلته إثيوبيا في عهد الملك منليك الثاني بالتواطؤ مع الإنجليز، أو داخل السودان نفسه.

هذه الأهمية القصوى لوجود السودان وعلاقته بمنابع نهر النيل على النيل الأزرق، هي التي استخدمها أعداء مصر والسودان من أجل إضعاف الدولتين وإظهارهما كأنهما يستجديان مياه النيل من إثيوبيا مع أن منابع النيل كلها سودانية، وتقع في أرض عربية، وسد النهضة بني على أرض عربية.

فكانت بداية نقطة الانطلاق، بإعطاء إنجلترا الضوء الأخضر للحبشة، من أجل وضع يدها على منابع النيل، باحتلال إقليم بني شنقول، ثم عقد معاهدة مع إثيوبيا في عام 1902، ظاهرها الحفاظ على مصالح مصر والسودان المائية، وباطنها احتلال منبع النيل وتسليمها للحبشة على طبق من ذهب، ويبدو أن هذا كان السبب المحوري والمركزي من احتلال إنجلترا لكل من مصر والسودان.

ولم يكتفِ الإنجليز بذلك، بل سعوا بكل ما يملكوا من لؤم ووخبث وخداع، من فصل السودان عن مصر، ولم يكتفِ الغرب بذلك بل انصبت جهوده على تقسيم السودان إلى جزئين، جزء في الشمال وجزء في الجنوب، فتم إضعاف مصر والسودان بفعل فاعل، حتى تفقد الدولتين السيطرة على منابع النيل.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »