مقالات

(8) إشراقات… رمضانية

إذا كان المنهج المادي الترابي للإنسان يعتمد في غذائه على ما يخرج من الأرض، فإن استيفاء الضرورات الخمسة اللازمة لاستبقاء حياة الإنسان والحفاظ عليها واستمرارها في الحياة والمتمثلة في الهواء والماء والطعام والعلم والعمل والتي دونها لا يحيى الإنسان حياة كريمة في حياته.

فدائرة الهواء بمكوناته من الأكسجين الذي يمثل فيه 21% والنيتروجين الذي يمثل 79%، يمثل الدور الأبرز في الحفاظ على حياة الإنسان لأنَّه لا يستطيع الاستغناء عنه ولو للحظة واحدة، لأن البديل لغياب الهواء هو الوفاة، ولذلك لم يملك الله الهواء لأحد من البشر بل ملكه الله وحده فيرعاه ويحافظ عليه حتى يكفي سائر المخلوقات.

لأن الهواء يمثل الدور الحيوي والمركزي في حدوث عملية التنفس في الشهيق ودخول الأكسجين إلى الجسم والزفير وخروج ثاني أوكسيد الكربون وهاتين العمليتين الشهيق والزفير، تربطان الإنسان بالهواء الموجود حوله في الغلاف الجوي على الكرة الأرضية، وليس في أي مكان آخر في الكون برباط وثيق، بحيث يظل مستوى الهواء ثابت لا يتغير إلى قيام الساعة في دائرة هوائية إلاهية، لا يقدر عليها إلَّا الله سبحانه وتعالى.

المنهج المادي الترابي للإنسان

ويلعب الشهيق الذي يحمل الأكسجين إلى كل خلايا الجسم دورًا مركزيًّا في الحفاظ على حياة الإنسان، فهو يعتبر بدوره الوقود الذي لا تستمر الحياة دونه لما له من دور حيوي وفعال في استمرار العمليات الحيوية المتواصلة، لتوصيل الطاقة إلى كل الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة التي تمثل كيان الإنسان المادي.

بينما يتم التخلص من ثاني أوكسيد الكربون عبر الزفير الذي يعتبر تراكمه ضار لخلايا الجسم ووظائفه الحيوية، فيعوضه بالحصول على الأكسجين عبر الشهيق والذي يعتبر وجوده ضروري لبقاء الحياة وهي عملية متصلة ومتناسقة بشكل رتيب.

وهذا فيه إعجاز هائل يدعو إلى الدهشة والعجب فلا الشهيق يحل محل الزفير وإلا انتهت حياة الإنسان في لحظة الشهيق ولا الزفير يحل محل الشهيق، وإلا انتهت أيضا حياة الإنسان في لحظة الزفير، مما يؤكد عظمة الله وما حدث مع فيروس كورونا الذي يدمر الجهاز التنفسي، ويلجأ الناس إلى المستشفيات لدفع تكاليف العلاج، يؤكد أهمية الالتجاء إلى الله الذي وهب الإنسان الجهاز التنفسي ومنحه الهواء بلا تكلفة على هذا العطاء.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »