(62) إن الدين عند الله… الإسلام 

اليقظة تُمثل الحركة والنشاط في الحياة والمتعلق بالمخ والقلب والرئتين بشكل أساسي، ومعهم مختلف خلايا الجسم وجوارحه ويلعب الكورتيزون فيها دورًا محوريًا.

أمَّا النوم فيعتبر حالة من السكون العارض والصمت المؤقت والمطبق عن النشاط والحركة،  حيث يخلد الجسد للراحة والمخ للسكون، ويتخلى الجسم عن كل الأنشطة اليومية التي يقوم بها، ولكن روحه تحوم حول جسده في دوائر مركزها جسده وأطرافها تسرح على امتداد الدنيا والآخرة، بشكل مؤقت تعود إليه إذا عاد إلى الحياة وتتركه في حالة الموت.

فالنوم إذًا عملية ميكانيكية معقدة مجهولة السبب، لا يعرف عنها الأطباء شيء، بالرغم من تأثيره المطلق على نشاط الإنسان الحركي، وهي عملية ضرورية ولازمة ومتواصلة للجسم وحياته، وفيها يتم التواصل بين خلايا الجسم بشكل عام والخلايا العصبية مع بعضها البعض الآخر بشكل خاص، وفي النوم يمر المخ بأنماط مختلفة وغير معروفة من النشاط، قد تكون أكثر نشاطًا في بعض الأحيان عن فترة اليقظة.

مراحل حياة الإنسان

تتمحور دورة النوم وتدور حول حياة الإنسان في ثلاثة مراحل أساسية، المرحلة الأولى، تمثل فترة انتقالية، ومرحلة ينتقل فيها الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة النوم في بضع دقائق، وفي هذه الحالة يكون النوم خفيفًا، وفيه يستيقظ الإنسان بسهولة أكبر من المراحل الأخرى التي يمر بها أثناء النوم.

فيبدأ الجسم في المرحلة الأولى في إبطاء إيقاعات نشاطه، فيبطيء من معدل ضربات القلب، ويبطيء من معدل التنفس، وتبدأ العين والعضلات في الاسترخاء، مع وجود رعشة أحيانًا، ثم تبطيء موجات المخ، مع حدوث انخفاض في نشاط الدماغ والتحفيز الحسي.

وهذا معناه امتلاك المخ الآلي، التي تمكنه من العودة إلى مرحلة اليقظة، حتى ولو دخل في المرحلة الأولى من النوم المؤقت، وهذا يؤكد مدى الغموض الذي يكتنف عملية النوم، من أجل إحداث توازن في حياة الإنسان، في داخل الجسم وخارجه بين اليقظة والنوم، لأسباب مادية غير معروفة.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد الغموض الذي يكتنف عملية الدخول في النوم أو الخروج منها، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر