مقالات

(24) إشراقات… رمضانية

من فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي يجب أن نعرفه، أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء، طلبًا للعلم واستزادة من فضله، لما للعلم من شرف ومكانة عند الله سبحانه وتعالى، فبه خلق الكون والإنسان وبه ينهار الكون ويختفي الإنسان.

وإذا كانت المكانة العلمية والمنزلة العالية، التي يتقدَّم فيها محمد صلى الله عليه وسلم على سائر خلق الله من الملائكة والبشر وهي منزلة خاصة به، بالرغم من أميته وعدم قدرته على التفريق بين اسم الحرف ومسماه، إلا أنه أعطي علم لا ينازعه فيه أحد ومع ذلك يأمره ربه بطلب العلم وتعلم المزيد منه.

ومن فضل العلم ومكانته في الإسلام الذي نعرفه، أن العلم حياة ونور والجهل موت وظلمة وأن العلم يحيي القلوب ويقوي الأبدان ويجعل الإنسان منتعش بالحياة يتنفس الهواء ويأكل الطعام ويحافظ على نسله من الانقراض كالأرض الموات التي لا زرع فيها ولا ماء.

وفجأة تمتلئ بالماء والزرع فتنبض بالخضرة وتمتلئ بالحياة، فالعلم الممزوج بالإيمان يحول الأرض الجرداء الصماء الترابية إلى مروج خضراء تنبعث منها وفيها رائحة وقيمة الحياة من كل جنباتها وعبق ونور الإيمان الذي يشع، فيملأ الآفاق فتمتلئ الحياة عن آخرها بهجة وسرور ورخاء.

العلم ومكانته في الإسلام

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم وفرقان يفرق بين مكانة العلم والإيمان والطاعة والجهل والكفر والعصيان، فكانت مكانة الجهل في الظلم والطغيان وظلمات مركبة بعضها فوق بعض والتي تكاد تأذن بنهاية الحياة.

وهكذا يحيي الله قلب الجاهل بالعلم وظلمة الكافر بنور الإيمان فالخير كله في الحياة والنور والشر كله في الموت والظلمة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »