مقالات

(17) مكانة العلم والعلماء في الإسلام

الإسلام الذي يجب أن نعرفه وضع جوائز تشجيعية وشهادات تقديرية وهدايا وحوافز وشهادات نجاح مختومة بختم الرحمن لمن يسعى في طلب العلم وتحصيله.

فالطريق أمامه ممهد لبلوغ الأمل من هذه الحياة وجائزتها الكبرى في الجنة ورضا ملائكة  الرحمن ورسل الله سبحانه وتعالى عنه؛ عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من سلك طريقًا يبتغى منه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم” رواه أبو داود وابن ماجة.

بل إن إصابة الخير في هذه الحياة يعتمد بشكل أساسي على تحصيل العلم المادي الذي يدعم علم الشريعة وعلم الشريعة الذي يدعم العلم المادي وكلاهما تفقه في الدنيا وفهم في الدنيا، من خلال استنباط معانيه وإداراك مراميه؛ عن معاوية رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين” رواه البخاري ومسلم.

طلب العلم وأهمية في حياة الناس

وإذا كان الأنبياء والمرسلين هم رسل من الله رب العالمين لهداية البشرية ووضعها على الطريق المستقيم فإنَّ المعاناة التي عانوها مع أقوامهم على مدار قرون، من أجل نقل العلم إليهم، ولم يطلبوا فيه درهمًا ولا دينارًا مقابل التعب والمعاناة التي عانوها، فهكذا العلماء في تحصيل العلم واستنباطه، لهم ثواب الأنبياء والمرسلين.

عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا إنما ورثّوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر” أخرجه الترمذي في سننه.

بل إن مكانة العلم والعلماء عند سائر المخلوقات أفضل بكثير من مكانة العباد والزهاد لأنَّ العلماء خيرهم عائد على الناس ثم على أنفسهم، أمَّا العباد والزهاد فخيرهم لأنفسهم وليس غيرهم، فالعالم الواحد يهدي أمة والزاهد الواحد لا يهدي إلا نفسه، لذلك كان للعلماء فضل زائد على الزهاد.

عن أبى أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان أحدهما عالم والآخر عابد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم وإن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى بحره ليصلون على معلمي الناس الخير”  أخرجه الترمذي في سننه.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »