مقالات

(107) نهر النيل في… الإسلام   

في جريان الماء في مستوياته المختلفه على سطح الأرض، سواء كان على مستوى الجداول والينابيع والأنهار والبحار والمحيطات، تختلف كل قطرة الماء عن القطرة الأخرى، حتى تكون هذه الأنهار والمحيطات، الذي يعود أصلها جميعًا إلى وجود قطرة ماء واحدة قوامها جزيء الماء الذي يتشكل من ذرتين من الهيدروجين مع ذرة للأكسجين.

كما أن تكوين الماء على مستوى السحاب في السماء، من البخار المتصاعد من الأرض والصاعد من البحار والمحيطات، وسائر المخلوقات من إنسان وحيوان وطيور وحشرات ونباتات، وكائنات دقيقة مثل الميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات يحمل في طياته معنى الخلافة.

جريان الماء وتجمعها في صورة سحاب

وتجمع الماء في صورة سحاب في السماء ثم سقوطه على الأرض في صورة قطرات، تخلف كل قطرة واحدة القطرة الأخرى التي تليها، في سلسلة متصلة الحلقات، منذ تكوينها في السماء ونزولها إلى الأرض، وتفرقها في مسارات داخل أحواض الأنهار والبحار والمحيطات والينابيع والمياه الجوفية، فتحمل معنى الخلافة في كل الأحوال.

والماء الصاعد من الأرض إلى السماء، والماء النازل من السماء إلى الأرض، في صورة قطرات، يحمل في طياته معنى الخلافة، وهذا في حد ذاته إعجاز، يعلن عن نفسه في كل لحظة من اللحظات، ويؤكد حقيقة واحدة، مفاداها أن كل المخلوقات سائرة في طريق الخلافة بلا أسباب ولا مسببات، وأنها قد التزمت بأمر ربها في حديثه إلى الملائكة في أمر خلافة آدم عليه السلام، فامتثلت كل الكائنات بهذا الأمر الإلهي ونفذته، حتى قبل خلق آدم عليه السلام، وخلافته، وليست الخلافة خاصة بالمسلمين فقط.

قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة: 30.

كما أن الماء في مكونه الكيميائي، الذي يتكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين، يحمل في مكوناته معنى الخلافة، فكل ذرة من ذرات الماء، تخلف الذرات الأخرى في تكوين جزيء واحد من الماء في وجود روابط بين الذرات، مما يعني أن الخلافة أمر أصيل في الكون، ولها دور محوري في ثباته ووجوده.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »