مقالات

(167) نهر النيل في… الإسلام 

كل هذه الأحداث الجسام والمروعة والوحشية والمتدحرجة، التي حدثت في العالم بشكل عام، وفي العالم العربي والإسلامي بشكل خاص، كان وراءها وثيقة هنري كامبل باترمان في 1905 وفي بنودها الأربعة، البحث العلمي خط أحمر، ثم إقامة إسرائيل، ثم الخلافات الحدودية بين الدول العربية والإسلامية، ثم الفتنة الطائفية داخل البلد الواحد.

وكان من الضروري والواجب على محاكم العالم، الذي يدعو إلى العدل ويطالب بالعدالة، محاكمة هنري كامبل باترمان على بنود هذه الوثيقة، أمام محاكم جرائم الحرب، التي ارتكبت في حق الإنسانية، حتى ولو مات من مائة سنة، لأنها كانت سبب في خراب العالم بشكل عام والعالم العربي والإسلامي بشكل خاص.

الأحداث الجسام 

كانت هذه الوثيقة التي صدرت في عام 1905 في 10 دون استريت في لندن، بصفة هنري كامبل بترمان رئيس للوزراء ووزير للمالية، وفيلسوف إنجليزي مسيحي من بني إسرائيل، وبالرغم من أنه حكم فترة قصيرة لا تتعد سنتين ونصف، إلا أنه قال عند وفاته ليست هذه نهايتي.

فكانت وثيقته مدمرة، وكانت سبب في حدوث مجازر رهيبة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأكثر من مائة حرب محلية وإقليمية ودولية، قتل فيها مئات الملايين من البشر، غير المعوقين، والذين ما زالوا يعانون من البشر إلى قيام الساعة، بعد استخدام القنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية والقنابل الذرية الصغيرة والعنقودية التي يجربونها في العالم العربي والإسلامي حتى 2021.

ولكن لم تتوقف بنود هذه الوثيقة وتبعاتها عند حد البنود الأربعة السابقة، بل كانت سببًا فيما أعتقد في ظهور فتنة ثلاثية الأبعاد لا تبقي ولا تذر بإثارة النعرات الدينية والطائفية، فكانت الفتنة الطائفية بين حدود الدول الجغرافية، ثم كانت الفتنة الطائفية داخل الدولة الواحدة، ثم الفتنة الطائفية داخل البيت الواحد، من أجل تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ إلى قطعة صغيرة وفتات، فلا تستطيع دولة من الدول أن تدافع عن نفسها ولا عن وجودها ولا عن مصالحها بعد أن تم استباحتها.

خمسة بنود

فأصبحت بنود الوثيقة خمسة بنود بعد استنباط البند الخامس من منطوق هذه الوثيقة، ونتائجها المهولة على العالم، وكأنها مسألة حسابية تم توثيقها ثم تطبيقها بكافة بنودها، بعد وضع المعطيات وضع التنفيذ ثم البرهان، الذي يوصل إلى النتائج التي نراها الآن على أرض الواقع في الفوضى التي تضرب أركان العالم من أقصاه إلى أقصاه، بعد أن جلس على مقاعد مجلس الأمن الدائم، الذين أوقدوا نار حربين عالميتين، ثم يأتون بهم من أجل حماية العالم من الحروب.

وعندما عرض ملف نهر النيل على مجلس الحرب وليس مجلس الأمن من أجل البت فيه والتي تتسلح دوله الخمسة، أمريكا وإنجلترا وفرنسا وروسيا والصين، أصحاب العضوية الدائمة، بكل الأسلحة النووية الفتاكة القادرة على تدمير العالم آلاف المرات، تجدهم يتحدثون عن أمن وسلام العالم، ولا يلقون بالًا إلى أهمية نهر النيل لمصر والسودان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »