مقالات

(166) نهر النيل في… الإسلام 

بالرغم من أن منطوق وثيقة هنري كامبل كان السبب المحوري في الأحداث وفي حدوث الربيع العربي، بعد كل الخراب الذي طال العالم العربي، والتي أنفقت مئات المليارات من الدولارات على الأحفاد والوكلاء، من أجل فرملة الربيع العربي إلى حين، وإفشاله في مراحله الأولى.

ونسي الجميع أو تناسوا أن الشعوب، إذا أرادت الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، كلمات قالها الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، عام 1933 في قصيدته إراداة الحياة، والتي ألهمت ثورة الياسمين في تونس، وتغنى بها شبابها “إذا الشعب يومًا أراد الحياة * فلا بد أن يستجيب القدر* ولا بد لليل أن ينجلي*  ولا بد للقيد أن ينكسر”.

ولو ترك الحكم الرشيد، يسود ويجول في المجتمع العربي، لساد الأمن والأمان والاستقرار بين الحاكم والمحكوم، وبين أفراد المجتمع على حد سواء، وفيه يتساوى الجميع أمام القانون في الحقوق والواجبات، بعد إنهاء المجتمع الطبقي بين السادة والعبيد في القاموس العربي المتداول بين الحاكم والمحكوم.

منطوق وثيقة هنري كامبل

وبدلًا من طوأفة المجتمعات العربية وتفتيها تختار حكامها عبر الشفافية والمسألة، كما يفعل الغرب وغيره، ولكن التهور الذي حدث من موقف الغرب ووكلاءه في الشرق، سيجعل الجميع يدفعون ثمن التآمر غاليًّا، الذين تواطأوا على الربيع العربي في الدنيا والآخرة.

ولن يفلت أحد من العقاب، فكل شيء مسجل على أصحابه بالصوت والصورة والفيديو في كيان الإنسان وفي ذراته وفي خلاياه وبين نفسه وجسده وفي هوائه الذي يتنفسه، وفي مائه الذي يشربه وفي طعامه الذي يأكله وفي المكتب الذي يجلس فيه، والشوارع التي يمشي فيها، لا فرق بين حاكم ومحكوم، ومسئول وغيره، ولا غني أو فقير، فالجميع سوف يسأل، وستظهر عورات الجميع أمام الواحد الديان، الذي لا يؤمن بوجوده كثير من البشر، بالرغم من كل الخيرات.

كان نهر النيل المستهدف دائمًا في ذروة الأحداث، التي حدثت في مصر في ثورة 25 يناير  2011، فكان هدف ثمين يجب اقتناصه، ويبدو أن مسار وسيناريو الفوضى الخلاقة، كان معد وجاهز من 1902، بعد استيلاء إثيوبيا على منابع النيل، ثم تطبيق بنود وثيقة هنري كامبل من 1905 في الخفاء، بعد أن تم تغييب الحكم الرشيد.

بناء سد النهضة

الذي كان من الممكن أن يفرمل كل هذه الأحداث ويمنعها من التصاعد والحدوث، ثم ظهر إلى العلن، بإعلان إثيوبيا في 2011، عن بناء سد النهضة على أرض مصرية وسودانية، فتم إظهار السيناريو المعد مسبقًا من كل الأطراف، للاستيلاء على نهر النيل على مدار أكثر من مائة سنة، وكان الهدف من وراء كل هذه الأحداث، اقتناص نهر النيل، ووضع مصر وشعبها بين كفتي ميزان ومعادلة بين البقاء أو الفناء.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »