مقالات

(145) نهر النيل في… الإسلام

بعد أن تمَّ وضع الإطار العام لهذه الوثيقة، تم تقسيم العالم إلى ثلاثة مساحات، المساحة الغربية والمساحة الصفراء والمساحة الخضراء، ووضعوا أربعة بنود للتحكم في العالم العربي والإسلامي، بل وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية والرقابة العالمية، بحيث لا يتحرك في أي اتجاه إلا بتلقي الأوامر من الغرب وأعوانه في الشرق.

هذه البنود الأربعة التي أظهرت حقيقة الغرب المروعة وموقفه الفج المعادي للشرق، وضعت الشرق ومصالحه على المحك، والذي ما زال يُعاني وسيظل يُعاني من تبعات هذه الوثيقة في القرن الحادي والعشرين، دون وجود بصيص من أمل في تخلي الغرب عن بنود وثيقته، أو تراجعه عن عدائه المدمر والممنهج والقاتل والمميت، الذي سطره في هذه الوثيقة وأدبياته، والتي حولت حياة المسلمين في الشرق وحول الكرة الأرضية، إلى جحيم لا يطاق.

هذه البنود ألأربعة، وهي البنود المعلنة عن وثيقة هنري كامبل باترمان في 1905– 1907:

  • البحث العلمي خط أحمر وإن كان في حده الأدنى.
  • إقامة جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربي.
  • الخلافات الحدودية بين دول العالم العربي والإسلامي.
  • الفتنة الطائفية داخل الدولة الواحدة.

الإطار العام لبنود وثيقة ضد العالم الإسلامي

أربعة بنود تمثل كوارث بشرية للعالم الإسلامي من صنع الإنسان في الغرب ضد أخيه الإنسان في الشرق، كما يدعي الغرب ومناصريه في الشرق والذي كان ذنبهم الوحيد أنهم مسلمون فقط لا غير، مع أن الغرب يؤمن كما يدعي هو ومناصريه بحرية الأديان، ويؤمن كما يدعي هو ومناصريه، بحقوق الإنسان في أن يعيش بحرية وكرامة وفي قمتها حقه في الحياة التي أعطاها الله له منحة إلى حين.

الأغرب من كل ذلك والمستهجن في نفس الوقت، أن الذي وضع هذه البنود الأربعة المدمرة، هم صفوة عقول الغرب ومنظريه من زعمائه وقادته وعلمائه، ولم يندم أحد منهم على فعلته الشنعاء، التي تنقلها الأجيال، جيل بعد جيل إلى قيام الساعة ولم يقدم أحد منهم إلى محكمة الجنايات الدولية، حتى ولو من باب ذر الرماد في العيون، ورفع الحرج عن الغرب وقادته ومفكريه في 2021.

إنما استمر الأحفاد على النهج الذي رسمه الأباء والرعيل الأول بعناية بالغة، وإذا كانوا هؤلاء يحملون كل هذا الكم الهائل من الحقد والكراهية ضد الشرق بكل مكوناته، فما بالنا بعامة الناس في الغرب، الذين يمضون قدمًا خلف زعمائهم دون تفكير أو تقرير أو تقدير للمواقف وعواقبها في الدنيا والآخرة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »