مقالات

(157) نهر النيل في… الإسلام

لم تكن الخلافات الحدوية بين الدول العربية والإسلامية، طبقًا لبنود وثيقة هنري كامبل من قبل المنطق الساذج والسطحية، ولكن كانت حقيقتها واقعة تنبع من عدم اكتراثها بقيمة الشعوب ومقدرتها في الدفاع عن نفسها والتحرر عند اللزوم من ظلم الغرب والأمريكان ووكلاءه في الشرق والتي تساوي صفر عند الجميع.

صحيح تمَّ تدمير البلاد الإسلامية بسبب الخلافات الحدودية التي صنعها الغرب في وثيقته، وأكدها في سايكس بيكوا، ولكن كان تصرفهم من قبل الجنون والهذيان وعدم تقديرهم  للأمور حق قدرها، لأن البديل القادم بعد معادلة الفناء ضد الشعوب واعتبارها صفر كبير إن لم يكن صفر على الشمال.

سوف يكون كالبركان وأقوى من الزلازل الصناعية التي دمرت هاييتي ومن قبلها تسوماني آسيا والتي اتهمت فيها الطبيعة بغير وجه حق كما يقول الخبراء، وسوف يذهل الغرب والأمريكان ووكلائهم في الشرق من قوة الإسلام وعزيمة المسلمين، فلن يعود الزمان بعقارب الساعة للوراء وإلا أصبح الجميع في خبر كان.

إشعال الخلافات الحدوية بين الدول العربية

بل لا مانع عندهم من صناعة الصراعات، وإدخال البلاد في سناريوهات وحروب من أجل التغطية والتعمية على الفشل الذريع والفساد، الذي يلاحق الأنظمة الحاكمة في كل المجالات والبحث عن عدو حتى ولو كان من الأهل أو الأصدقاء أو الجيران.

المهم هو في إلهاء الناس عن المصائب والكوراث التي يجرها عليها الاستبداد في غياب العقل والحكمة وفصل الخطاب وفي حضور كل الشهوات والملذات وحب السلطة والطمع فيها، وما تجره على أصحابها من وجاهة وعز وجاه وويلات أكثر من الذي فات.

وبناء على كل الذي فات، تُعاني الشعوب الأمرين من كل الأزمات، بعد اختلاق الحروب الوهمية والمشاحنات والتي يطاردها شبح الفقر والجوع في كل الخطوات، بالرغم من إنفاق مئات المليارات والتريليونات على حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، إلا بما يضيع فيها من مصالح الصغار، وبما يحقق فيها من مصالح للكبار، تدفع عربون مقدم من قبل الأنظمة من أجل الحفاظ على كرسي السلطة.

بالرغم من الخراب والموت والدمار، يخرج الكبار ومعاونيهم بكل الأموال وتخرج الشعوب صفر إلى دين، بالفقر والجوع الحرمان والقتل والتشريد، وعليه يتم تقديم البلاد للمستعمر على طبق من ذهب، فتدفعه مصالحه وأنانيته إلى ارتكاب كل الجرائم والموبقات، في وجود مصاحب لانفصام في الشخصية، يدعي فيها صاحبها في كلام، الحرية والاستقلال عن الاستعمار في كل الأوقات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »