مقالات

(137) نهر النيل في… الإسلام

من الواضح أن هناك اتفاق واضح وصريح وملزم باستخدام العصا والجزرة بين الغرب، كطرف أصيل في معادلة نهر النيل، بالنيابة عن إسرائيل وبين مصر والسودان وإثيوبيا من أجل توصيل ماء النيل إلى إسرائيل، ولا مانع عندهم من تحريض العرب والأفارقة في وادي النيل على بعضهم البعض الآخر، من أجل تحقيق هذا الهدف الخفي والذي يخطط له على مدى قرن من الزمان، والذي أصبح في العلن في وجود جيوش جرارة من العملاء الذين يسلمون مفتاح نهر النيل، من الأبناء إلى الأحفاد ووكلائهم في سلسلة متصلة الحلقات.

فالغرب يملك قواعد اللعبة بنسبة 99%، كما قال كبيرهم الذي علمهم السحر، والذي لا يملك من أمره شيء، فبعد أن تم تحييد الشعوب، التي يمكن أن تحافظ على وجودها، من خلال حكومات شرعية معبرة عنها، كما يحدث في بلاد الغرب، الذي منع الشرعية عن الأنظمة حتى يتمكن من السيطرة عليها، لأنه يعلم أن الاتفاق الجمعي بين الشعوب والأنظمة من خلال مؤسسات قوية، يؤمن الاثنين ويحافظ على وجودهما معًا ويحمي مصالح الجميع ولو في الحد الأدنى في سيادة الحكم الرشيد.

قبول الآخر

فالحكم الرشيد يعتمد على قبول الآخر ويتبنى مبدأ الشفافية، ومنهج المحاسبة من خلال مؤسسات قوية ركيزتها الانتخابات الحرة والمباشرة والنزيهة دون تزييف، والقبول بالتداول السلمي للسلطة، الذي يحافظ على مصالح الجميع ومقدراتهم، وبدلًا من إعادة تدوير النظام، واعتماده على بضع أشخاص ولو كانوا بالألف فيتم سحقه في كثير من الأحيان أو ثنيه وفرده في كل الأحيان، على طريقة الاستعمار في تطويع الأنظمة.

أمَّا إذا قبل الجميع بمبدأ الحكم الرشيد في الشفافية والمحاسبة وتبادل السلطة، ارتفعت المصلحة العليا للبلاد في عنان السماء وعلت مصلحة الأفراد، لأن القاعدة العريضة من الشعب بعشرات الملايين هي التي تحكم، وتقف مع النظام وتدعمه وتحميه من غدر الأعداء به والاستفراد به عند اللزوم، وبدلًا من اعتماد النظام المستبد على تأمين حكمه بواسطة الأعداء ثم يتم بيعه في المزاد في أول الطريق برخص التراب، ومع ذلك لم يعتبر النظام بعد طول وجوده كل هذه السنوات في السلطة.

الحكم الرشيد

فالحكم الرشيد، أداة التمكين للغرب في بلاد الغرب، لكن الغرب الاستعماري يفهم عقلية الأنظمة في الشرق، فيتم السيطرة عليها بالريموت كنترول، وعبر الأقمار الصناعية بعد أن فهم “الفولة”، فصنع ما يصنعه الحداد بين الأنظمة والشعوب، فكيف يحافظ النظام المتهم من شعبه بالحفاظ على شعبه، بعد أن أصبح الشك والريبة طريق الحاكم والمحكوم في الحفاظ كل على مصالحه، دون وضع مصالح الجميع في عين الاعتبار.

فوقع النظام القائم ومعه الشعب في المحظور، وزادت مساحة الخلاف والاختلاف والسخط، بعد غياب الثقة وانعدامها بين الحاكم والمحكوم، وهذا مكن الغرب من أن يملك العصا، التي يؤدب بها الجميع، وعلى أعين الجميع ورغمًا عن أنوفهم، وينصاع الجميع لأوامره، حتى ولو كانت ضد إرادة ومصالح الجميع.

ونهر النيل نموذج في معادلة البقاء أو الفناء، فمع معادلة البقاء، يتلاعبون بالكلمات المعسولة والمنمقة والتنويم المغناطيسي، الذي يستخدم في الطب النفسي واقبية المخابرات، من أجل تمييع الحقيقة وتضيعها، إلى أن تقع الواقعة التي ليس لها من دون الله كاشفة، مع غض الطرف عن معادلة الفناء، انتظارًا لقدومها على ميعاد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »