مقالات

(136) نهر النيل في… الإسلام 

يكفي الغرب تجييش جيوش جرارة من العملاء وتجنيدهم في كل المجالات وفي كل التخصصات، التي ترتدي ثياب النفاق وادعاء الوطنية والدين في الظاهر، وفي الباطن مشحونة بالعداء للإسلام، وتمثل طابور طويل للاستعمار والموزعة في أقطار العالم عامة وفي بلاد العرب والمسلمين بشكل خاص، من أجل السيطرة والهيمنة ونهب خيرات الشعوب، بالرغم من معرفتهم الحق والعزوف عنه.

فطلب الله الصفح والعفو عنهم، حتى يأذن الله بأمره، بعودتهم إلى الحق وإيمانهم به، قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)  البقرة: 109.

ارتداء الأقنعة وانتهاك حقوق الإنسان

ثم يرتدون المزيد من الأقنعة ويضعون المكياج الثقيل على وجوهم، حتى لا يكتشف أمرهم، ثم يدعون أنهم حماة الإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالرغم من جلبهم إلى السلطة في العالم، الحكام الذين يعتدون على حقوق البشر، وينتهكون حقوق الإنسان ليل نهار، بتأييد خفي في السر ورفض في العلن، ثم يدعون كذبًا أنهم حماة الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم مع أنهم وراء كل الانقلابات على الديمقراطية، التي تحقق مصالحهم بغض النظر عن مصالح الشعوب.

فكان تعبير القرآن الكريم عادل وموجز ومنصف في وصف حال أهل الكتاب والمشركين، من إلى هود والنصاري، الذي لا يألون جهدًا في حربهم الشعواء على الإسلام، ومحاولتهم المستمرة في إفراغ الإسلام من مضمونه، بل وتحويله إلى دين إرهابي بالرغم من أن اسمه مشتق من السلام، بالخداع، قال تعالى: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعليمُ (61) وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) الأنفال: 61- 62.

فكان نهر النيل جزء من هذه المعادلة في الحرب على الإسلام من طرف واحد، وفي مركزها مصر، وحال الغرب من الإسلام هو حالهم مع البشر في أنحاء الأرض، فهم يتهمون البشر بكل نقيصه، ويعتبرون أنفسهم الجنس السامي، لأنهم فوق البشر فحذوا حذو الشيطان، فكان همهم جمع المال، وتكديس خزائنه، ثم يدعون كذبًا أن الله فقير وهم أغنياء، قال تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ) آل عمران: 181.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »