مقالات

(73) إن الدين عند الله… الإسلام

المرحلة الأولى في بناء الكون بدأت وانطلقت من ذرة الهيدروجين، من جزيء الماء الذي تحت عرش الرحمن، ثم خلق منها الكون بسماواته السبعة وأراضيه السبعة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

قال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُون” (الأنبياء: 30).

ثم قدر الله الأقوات ووضعها في ثنايا الكون الكافية لكل المخلوقات، فلا تزيد ولا تنقص عن حاجتهم، بل تكفي الجميع إلى قيام الساعة.

قال تعالى: “قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ” (فصلت: 9- 12).

وبعد أن أصبح الكون في الدنيا ملائم للحياة والعيش وجاهز للسكن لاستيعاب كل المخلوقات، من أجل العيش فيه بأمن وأمان واستقرار، استقر الكون بأسباب الله ووفر فيه الله كل أسباب البقاء للحياة، ثم خلق آدم واختاره ليكون خليفته في الأرض هو وأبناءه من بعده واختار من بني آدم رسله لتعريفهم بالله.

قال تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة: 30).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يربط بين خلق الكون في الدنيا وما فيه من مخلوقات بذرة الهيدروجين التي تكوّنت من جزيء الماء الذي تحت عرش الرحمن، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »