مقالات

(71) إن الدين عند الله… الإسلام

يحدث الانتقال الجذري والسريع بشكل مباشر من الدنيا إلى الآخرة وبشكل تقني وذاتي، بعد أن تم إزالة ركام هذا الكون الهائل وما فيه من مخلوقات، فتم مسحه من الوجود الذي أوجده الكون بذاته وكان سبب في وجوده، ومعه تنتهي كل أنواع الحياة المؤقتة في الدنيا بإنتهاء الكون المؤقت، ثم تبدأ حياة الآخرة بكون جديد دائم وحياة جديدة دائمة لا نهاية لها.

فيتم طي السماء وما فيها من مخلوقات، مثل طي صفحات الكتاب، فيعود الكون إلى نقطة الصفر كما بدأ من نقطة الصفر، فالكون  خلق من نقطة الصفر من ذرة من الهيدروجين، ثم أصبح الكون الذي نعيش فيه بشكل مؤقت، ثم ينهار هذا الكون الذي نعيش فيه مرة أخرى، ويعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر.

قال تعالى: “يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ” (الأنبياء: 104).

وبعد أن يعود الكون مرة أخرى إلى نقطة الصفر بعد انتهاء الدنيا، يعاد بناء الكون من جديد في الآخرة بطريقة مختلفة عن البناء القديم للكون الذي كان في الدنيا، والذي كان يعتمد فيه على العيش في أسباب الله.

أمَّا الكون الجديد في الآخرة، فسيتم بناءه على نور الله وفي وجود الله لا أسبابه كما في الدنيا، فيصبح بناء كون الآخرة على نور الله.

قال تعالى: “يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ” (إبراهيم: 48).

فيتم تبديل الأرض القديمة المؤقتة والتي كانت تعيش بأسباب الله بالأرض الجديدة الدائمة التي تعيش بنور الله، ويتم تبديل السماوات القديمة المؤقتة والتي كانت تعيش بأسباب الله، بالسماوات الجديدة الدائمة التي تعيش بنور الله، وبعد تبديل الأرض والسماوات يتكون الكون الجديد الذي يبدأ في استقبال سكانه الجد في نور الله.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن كون الدنيا مؤقت وكون الآخرة دائم، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »