مقالات

الإسلام الذي يجب أن نعرفه “4”

نجد أنَّ حب الله سبحانه وتعالى لا يساويه حب آخر، فهو واضح وجلي تجاه خلقه في الدنيا، وموزَّع بينهم، المؤمن به والكافر به على حد سواء، سواء كان لعبيده في الربوبية لأنه رب الجميع مؤمنهم وكافرهم أم كان لعباده في الألوهية الذين التزموا منهجه في افعل ولا تفعل.

أمَّا في الآخرة فسيكون الجميع عبادًا مقهورين لأوامره، بعد أنْ سلب منهم حرية الاختيار بمجرد مغادرة الروح للجسد في الدنيا، ومن ثم نجد أن جماع غذاء الروح والجسد، موصول بقدرته ودعمه سبحانه وتعالى في الدنيا، من خلال حبه لهم، فلا عداوة على الإطلاق من الله لخلقه في الدنيا، وإنَّما العداوة تأتي من الخلق تجاه ربهم عندما يتمردون على خالقهم.

وحدوث خلل في الغذاء المادي لجسد الإنسان في الدنيا، يُصيبه بكل الأمراض الفتَّاكة والقاتلة، التي تقضي على حياته وكذلك حدوث خلل في الغذاء المعنوي من خلال المنهج، يُصيب الإنسان بكل الأمراض المعنوية، التي تدمر حياته.

لأن توافق غذاء الروح مع غذاء الجسد هو الذي يؤدي إلى استمرار مسيرة الإنسان، وتعميق دوره في الحياة بشكل مقدر ومعتبر، لا تشوبه شائبة، طالما أخذ بالمنهج المادي والمعنوي على حد سواء والتزم بهما في حياته.

حب الله سبحانه وتعالى لا يساويه حب آخر

ومن هنا كان هذا الإعجاز المدوي، الذي تفجر في كيان الإنسان، ماديَّا ومعنويًّا، والذي يريد الله سبحانه وتعالى، أن يلفتنا إليه، مع هذا الانضباط الدقيق الذي نراه في الكون حولنا، في حياة الشمس والقمر ومسيرتهما في الحياة، وفي وجود الكواكب والنجوم والمجرات، ومدى القدرة الواسعة، والتقنية العالية على ربط كل أجزاء الكون بعضها مع البعض الآخر في تناسق عجيب وتوافق منيب.

وكل هذا يُنبهنا نحن البشر في أنه يجب أن نتوافق في مادية أجسادنا وأرواحنا وننضبط، مثل انضباط الكون، حتى لا نُصاب بالعطب ولا يطالنا الخلل ولا يلاحقنا المرض، والذي لو حدث في الكون للحظة واحدة، لأدى إلى انهياره وسقوطه وهكذا الإنسان وبه تنتهي الحياة وتنقرض على ظهر الأرض.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »