مقالات

(7) التعليم كنز.. التعليم= فكرة= منتج

في غياب جودة التعليم يتحوَّل المتعلمين الذين لم يستفيدوا شيء من التعليم إلى عاطلين عن العمل بالملايين فيكرهون التعليم ويتسربون منه، ويبحثون لهم عن مصدر رزق آخر بعد زيادة البطالة وغياب الرعاية بل وغياب الدولة فتسود البلطجة وتزداد السرقات وتمتلئ البلاد بالدعارة والمخدرات والعنف والقتل والإرهاب.

وتحدث المواجهات بين الدولة والأمن من جهة وبين المتطرفيين والإرهابيين من جهة أخرى بعد فشل التعليم في توجيه أفكار المتطرفين إلى الصالح العام ويدفع أفراد الأمن أنفسهم ضحايا وقربات فهم الضحايا في الأول والآخر بعد الغش والتزوير الذي حدث في الامتحانات.

فعدم الاهتمام بالتعليم يؤدي إلى إنتاج نوعية رديئة من الخريجين لأن تعليم جيد يساوي خريج جيد، وتعليم رديء يساوي خريج رديء وهذا ينعكس إيجابًا أو سلبًا على الاقتصاد.

جودة التعليم يضمن تقدم الأمم

ومن ثمَّ فإن الدولة المتقدمة لا هم لها سوى تطوير التعليم وإنفاق عشرات المليارات عليه، فهو الدعامة القوية للاقتصاد وهو الذي يمده بكل الكفاءات ويمده بدماء جديدة من العلماء النابغين، والعمال المهرة في كل تخصص.

اما الاهتمام بجودة التعليم المنتج يؤدي في جملة ما يؤدي إلى استعادة الثقة بالنفس بعيدًا عن المغامرة والمقدرة على إيجاد نظام قوي يتسم بالشدة والصرامة في تطبيق الخطط الحالية، ووضع الخطط المستقبلية التي تمكن المجتمع من الوقوف على قدميه ويتمكن من معرفة رأسه من رجليه، فيما يقدم من خطط ونظم جاهزة للتنفيذ في سلسلة متصلة الحلقات يدعم بعضها البعض ويعين بعضها البعض.

بعد أن وضع الأساس للتعليم المنتج وأصبح في حالة جهوزية كاملة لاستكمال البناء العلمي والتقني ورفع كفاءته إلى أعلى الدرجات لأنه أمل الحاضر والمستقبل، ورفع الأنقاض عن الماضي السحيق المشرق لمصر بحيث يبرز ويكون محط أنظارالناس وفي الإقليم والعالم، فتعود مصر إلى مكانتها المرموقة بفعل عمل أبنائها ورعايتهم لهذا البناء في غياب الوساطة والمحاباة واستبعاد أهل الثقة واستقدام أهل الخبرة والكفاءات وجعلهم على رأس جميع كل القرارات.

وهذا يؤدي إلى خلق وإيجاد منظومة اقتصادية من خلال استراتيجية تكاملية توافقية تشمل الاهتمام بأحوال الناس العامة والصحية والاجتماعية والأمنية من خلال العلم والمعرفة والتقدم والتقنية وتوفير الاحتياجات الأساسية للأفراد والأسر بعد أن تحوَّلت إلى منتجة بفعل التعليم المنتج في كل التخصصات.

العمل الجماعي يضمن التقدم والازدهار

في إطار من العمل الجماعي، لأنَّه الأداة التي يمكن من خلالها تحقيق التقدم والازدهار وتنمية المواهب والقدرات والخروج من شرنقة التخلف والجهل إلى نور العلم والمعرفة، شريطة توفير النية الحسنة والإخلاص في تحقيق وتحقيق العمل الجماعي الجاد والمثمر من أجل الحفاظ على مصالح الناس، بعيدًا عن الأنانية والشخصنة وحب الذات بعد تحري كل عوامل الإصلاح والأخذ بكل ما يعود بالخير على الجميع.

وعليه فالتعليم عليه الدور الأبرز في الدعوة إلى التسامح والعيش المشترك بعيدًا عن العصبية والطائفية المقيتة التي تدفع المجتمع إلى الخلاف والاختلاف دون تحقيق أي أهداف والتعليم الصحيح والمعافى والخالى من الأمراض يساهم بشكل فعال في حل مشاكل البطالة والفقر والجوع وكل الأمراض.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »