مقالات

الإسلام الذي يجب أن نعرفه “5”

إذا كان الإسلام الذي يجب أن نعرفه، هو دين الوسطية والاعتدال والسلام والحب والإنسانية والوئام، من منطلق منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة.

فإن الله سبحانه وتعالى لم ينسبه إلى أحد من البشر، ولم يجعل أحد من البشر وصيًّا عليه، ولذلك لا يحق لأحد من البشر، أن يحتكره أو ينسبه إلى نفسه، لأنَّ الله سبحانه وتعالى لم ينسبه إلى شخص محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من مكانته ومنزلته عند ربه، كما نسب الدين اليهودي إلى يهوذا بن يعقوب عليه السلام، أو كما نسب الدين المسيحي إلى عيسى بن مريم عليه السلام.

إنَّما يُنسب الإسلام إلى الإسلام وبالتالي يُصبح المحتكر الوحيد له، هو الله سبحانه وتعالى.

الإسلام لم يُنسب إلى أحد من البشر

وبناءً عليه، فإنَّ منهج الإسلام القويم لا يجب أنْ يحتكره أحد من البشر أو يُنسبه لنفسه أو يكون وصيًّا عليه، فيوجهه إلى الوجهة التي تصب في صالح نظام حكم أو جماعة أو فرقة أو فئة أو طائفة، أو قبيلة من القبائل، إنَّما كان وما زال وسيظل الإسلام هداية للبشرية جمعاء ويصب في صالح البشر جميعا .

ولن يكون كذلك إلَّا إذا كان منبثقًا عن منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وكل أتباعه والمؤمنين به، يعتقدون في ذلك ويطبقونه في واقعهم الحياتي على أرض الواقع بلا زيادة أو نقصان، بعد أن أكمله الله سبحانه وتعالى وأعلن ذلك على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى رؤس الأشهاد في قرآن يُتلى إلى قيام الساعة.

مصداقًا لقوله تعالى: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (المائدة/ 3).

ومن هنا نجد أنَّ الإسلام الذي يجب أن نعرفه، يرى أن على كل المسلمين المؤمنين بدينهم والمخلصين لسنة نبيهم، والساعين إلى عمارة الأرض، والبعد عن الخلاف والاختلاف، حفاظًا على المصلحة العامة للإنسانية جمعاء بصفة عامة والمسلمين بشكل خاص، العمل الفكري الجاد والمثمر، من أجل اختفاء، كل المناهج الباطلة الأخرى، والتي تحمل اسم الإسلام، ظلمًا وزورًا وبهتانًا.

فشوهت سمعة الإسلام، وأساءت إلى سلوك المسلمين، والتي تحمل أسماء أشخاص وجماعات، لا نعرف عن باطنها شيئًا، وإن كنَّا نعرف الكثير، من الخلل الظاهر في أفكارها، ما أدى إلى خلق هذه الهوة الشاسعة، بين منهج الإسلام القويم، وأفعال بعض المسلمين، منشئ هذه الجماعات وموجد تلك التيارات، والتي لا تمت إلى الإسلام بصلة، سوى صورته ورسمه دون جوهره وأصله، ولو كانوا صادقي النية في الدفاع عن الإسلام، لقالوا نحن من أتباع منهج الإسلام، وليس من أتباع منهج فلان وعلان.

مصداقًا لقوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (الأنعام/ 159).

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »