مقالات

(17) نهر النيل في… الإسلام

كانت هذه الكلمات الثلاثة البسيطة، في العلو والاستكبار والخيرية سوط مسلط على ظهر الفرعون وكل ظالم وجبار وعاصٍ لأمر الله سبحانه وتعالى إلى قيام الساعة، وهي التي قصمت ظهر الفرعون، وكانت سببًا في ذهاب ملكه وهلاكه، ولم ينفعه ملكه وسلطانه ولا هامان ولا قارون ولا الملأ من القوم ولا أعوانه، الذين هلكوا معه، بعد أن حق عليهم انتقام الجبار في كتاب الرحمن.

قال تعالى: (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) الأعراف: 136.

العلو والاستكبار والخيرية.. الكلمات الثلاثة تساعد على هلاك الطغاة

وستكون سببًا في ذهاب ملك وهلاك كل الحكام والملوك الجبابرة والطغاة، الذين آتوا من بعده وسلكوا مسلكه، وحذوا حذو الشيطان وفلت منهم العيار مثلما فعل بالشيطان، فطرد من رحمة ربه، ولم يتعلموا من التاريخ الذي فضحهم على رؤوس الأشهاد.

قال تعالى: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالينَ  (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) ص: 75- 76.

وهذا يؤكد أن المعركة الفاصلة، قائمة على أشدها ومستمرة على قدم وساق بين الشيطان وأتباعه من الأنس والجن وبين جند الرحمن من البشر أبناء آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، بعد التدعاء الكاذب أن آدم عليه السلام، كان السبب في طرد إبليس من رحمة الله، على غير الحقيقة والواقع، كما يعتقد إبليس ويزعم أتباعه، وإنما هو تلفيق من قبل إبليس وأعوانه، لأن إبليس عصى ربه بذاته، وليس لآدم عليه السلام ناقة ولا جمل في معصية إبليس لله سبحانه وتعالى.

لم يكن نهر النيل، نهر عادي ولم يكن إنسان في صورة جماد، بل كان جماد في صورة كيان متفرد له عقل وله وجدان، مفرداته قطرات ماءه وذراته من الأكسجين والهيدروجين، التي شكَّلت لجان للبت في قضية موسى وكيفية إنقاذه من بطش الفرعون وجنوده.

نهر النيل فضح الفرعون

ولكن نهر النيل أفصح عن نفسه في موقفه وفضح الفرعون، فكانت كل تصرفاته تتعدى فعل الجماد، وتعلوا على جوارح الإنسان، فشكل نهر النيل كيان في صورة جماد ممتزج بعقل وفكر إنسان على قدرة عالية وفائقة من الذكاء، تنم عن المهارة والحكمة وبعد النظر والبصر والبصيرة، وكأن له وسائل إدراك يفهم بها، ويعي ويسمع ويرى ما يدور حوله ويحس ويشم ويتكلم بلسلن طليق، يليق بمكانته ومنزلته في الأرض وفي السماء وفي الجنة بجوار الرحمن.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »