مقالات

(155) نهر النيل في… الإسلام

كانت الخلافات الحدودية البند الثالث في الوثيقة وما زالت هي الفخ الذي نصبه الغرب للعرب وشرك الخداع، من أجل إنهاك قوة العرب والمسلمين وتبديد جهودهم وتشتيت طاقاتهم وضياع أموالهم وزيادة حدة الصراعات بينهم، من أجل السيطرة عليهم ودفعهم إلى  تقديم فروض الطاعة والولاء لهم، والمهلكة التي استنفزت كل ما لديهم من بقايا قوة وإصرار وعزيمة في الدفاع عن وجودهم وحماية حاضرهم وتأمين مستقبلهم.

ولم تأخذ الخلافات الحدودية طابعها المحلي أو حتى أهميتها الحدودية أو بعدها الإقليمي ولكن تم النفخ فيها، حتى يصبح لها بعدها الدولي، وكانت الدافع الذي من خلاله تتمكن القوى الاستعمارية من جعلها حجة، من أجل أن يكون لها موضع قدم على كل قدم على أرض العرب والمسلمين.

قواعد المستعمرين

والتي امتلأت عن آخرها بكل قواعد المستعمرين، الذين نجحوا من تمكين المستبدين من السيطرة على مراكز صناعة القرار، ثم التلاعب بهم ودفعهم إلى حروب مصطنعة، مثل حرب العراق وإيران، التي استمرت قرابة عقد من الزمان، أو احتلال العراق للكويت في أوائل التسعينات، ثم انتهت بتدمير العراق وإيران والكويت في غياب الحكم الرشيد.

ومن ثمَّ الاستدارة على العالم العربي في المشرق والمغرب، ولو كان هناك حكم رشيد، يتبنى الشفافية والمحاسبة والتداول السلمي للسلطة، في وجود حرية وديمقراطية، ما تمكن هؤلاء المستبدين من إيقاد نار هذه الحروب، التي تصب في نهاية المطاف مئات المليارات من الدولارات في جيوب الاستعمار وأتباعه من المتسبدين.

وإذا تم تدمير موارد البلاد والسيطرة عليها من قبل الاستعمار، ألا يبحثون عن معادلة البقاء والفناء مع نهر النيل، الذي يمثل شريان حياة وبقاء لمصر والمصريين، حتى يتمكنوا من السيطرة على مصر ومعها السودان، فلم يكتفوا بما حققوه من مكاسب هائلة على مدى قرن من الزمان، وقد قتلوا عشرات الملايين من العرب والمسلمين، ألا يقتلوا 150 مليون مصري وسوداني، دون الشعور بالذنب أو الندم، بعد كل الذي فعلوه في مائة سنة.

الخلافات الحدودية

فكان نهر النيل جزء من الخلافات الحدودية، التي فرضتها وثيقة هنري كامبل باترمان، على مصر والسودان وإثيوبيا، في غياب التعاون المشترك، وفي حضور كل أدوات الاستعمار في تلك البلاد وغيرها، التي مهدت لخيار المصريين بين معادلة البقاء والفناء، وقضية الفناء معروفة في أبجدياتهم، فقد قتلوا في الحرب العالمية الثانية، ما يساوي عدد سكان مصر والسودان في القرن الحالي و2021.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »