مقالات

(46) الإسلام… في ميلاد الرسول

الأساس الثاني الذي بني عليه الكون بعد الخلافة هو في الأسماء، فلولا وجود الأسماء ما وجد الكون والأسماء فيها معنى الخلافة، وهي اسم وهي كلمة وفيها معنى البعث وفيها معنى الفناء وفيها معنى الإسراء وفيها معنى المعراج، وكلها تعمل من خلال آلية ضبط الكون والحفاظ عليه، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام.

قال تعالى: “وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعليمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ” (البقرة: 31- 33).

الأساس الثاني الذي بني عليه الكون

وبرزت أهمية وجود أسماء للبشر من خلق آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة، فكل مولود يولد يأخذ اسمه بعد ولادته، حتى يتم تسجيله ومعرفة تاريخ حياته، من ميلاده حتى وفاته، مرورًا بكل المراحل العمرية التي لها أسماء تختلف عن بعضها البعض الآخر في نفس الشخص، في الطفولة والصبية والفتية والمراهقة والبلوغ والشباب والرجولة والكهولة والشيخوخة وأرذل العمر.

قال تعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا ۚ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ ۖ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (غافر: 67).

مكانة الأنبياء الخاصة عند الله

وتميز الأنبياء والمرسلين بأسمائهم لمكانتهم الخاصة عند الله، فقد اختارهم لتوصيل رسالته إلى البشرية، فكان لكل واحد منهم اسم معروف ومشهور به بين قومه، وقد أشار في هذه الآية إلى الأنبياء والمرسلين الذي وصل عددهم إلى 250 ألف نبي ورسول، وعددهم في القرآن الكريم 25 نبي ورسول منهم 5 أولي العزم من الرسل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

قال تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا” (الأحزاب: 7).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تكون أسماء الأنبياء والمرسلين، منطلقة من الامتثال لأمر الله والاستسلام لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »