مقالات

(29) الإسلام… في ميلاد الرسول

إن قيام خلايا جسم الإنسان التي تمثل البناء المادي لجسمه بعملية الصيانة الذاتية ينتج عنها مخلفات هائلة من بقايا انقسام تريليونات الخلايا، وعملية التنفس وشرب الماء والطعام، والذي ينتج عنه عملية الهضم في نهاية المطاف، اللازمة لحياة خلايا الجسم.

ولو نظرنا بعين الاعتبار وبشكل علمي عن الكم الهائل، من المخلفات لوجدنا أن الإنسان الذي وزنه مائة كيلو جرام به مائة تريليون خلية، وكل خلية حجمها في المتوسط 50 ميكروميتر (الميكروميتر واحد من مليون من الميتر) وتحتوي كل خلية على 12 عضوية أهمها الحامض النووي، ولكي تقوم الخلية الواحدة بتوفير الطاقة اللازمة للقيام بكل العمليات الخاصة بها، تحتاج في اليوم إلى تريليون وستمائة مليار قطعة أدنوزين ثلاثي الفوسفات.

ولكي تقوم الخلية الواحدة، بإنتاج هذه الطاقة الهائلة، عليها أن تمر بأربعة مراحل  تقوم خلالها بستة تريليون وأربعمائة مليار عملية كيميائية، كي تنتج أدنوزين ثلاثي الفوسفات (ATPs)، اللازم لغذاء  خلية واحدة في الحد الأدنى، فما هو حجم المخلفات والروائح الكريهة والعفنة، الناتج من هذه المخلفات على مستوى الخلية الواحدة.

كما أن الخلية الواحدة، ينبعث منها مليار واط طاقة، في الثانية تضيء مدينة مثل القاهرة، أما على مدار اليوم فإن الطاقة المنبعثة من الخلية الواحدة، تقدر بحوالي 86 تريليون وأربعمائة مليار واط طاقة، تضيء الكرة الأرضية والسماوات العلا.

قيام خلايا جسم الإنسان.. احتياجات من الإشعاع الشمسي

فيما يقدر احتياج الإنسان، كما يقول علماء الفيزياء والطبيعة من الإشعاع الشمسي بالنسبة لمعظم الناس بما يتراوح من 150 إلى 300 واط طاقة في اليوم، وهو ما يساوي تريليون ومائتي مليار إلى اثنين تريليون وربعمائة مليار، بالنسبة لعدد سكان الأرض البالغ 8 مليار نسمة، فيما توفر الخلية الواحدة 86 تريليون واط طاقة في اليوم..

معنى هذا أن الخلية البشرية الواحدة تمد الأرض بطاقة، تساوي في المتوسط 30 ضعف الطاقة الشمسية التي تغطي الكرة الأرضية، فما بالك بكمية الطاقة المنبعثة من المائة تريليون خلية لشخص وزنه مائة كيلو جرام، وهل هذه المقارنة العلمية علميًّا صحيح؟

نعم علميًّا صحيح، لأن الخلية البشرية الواحدة تحتوي على مائة تريليون ذرة، والكون الذي نعيش فيه خلق من ذرة واحدة من الهيدروجين، وهذا معناه أن الخلية الواحدة ممكن أن تكون مائة تريليون كون، بسماواته السبع وأراضية السبع.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تنتج الخلية البشرية الواحدة طاقة في اليوم، تعادل 30 ضعف ما تمد به الشمس الأرض من طاقة في اليوم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »