مقالات

(11) الإسلام… في ميلاد الرسول

كان الإيمان بالإسلام يُمثل الحد الفاصل بين الطاعة والمعصية فقبل الإسلام كان الإيمان برسالة الأنبياء والمرسلين، على مختلف أزمانهم وأقوامهم، فالذي يطيع نبيه فيما أمر به يفوز بالفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.

أمَّا بعد وصل الإسلام إلى محطته الأخيرة، بالدين الخاتم الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أنهى الجدل والخلاف حول حقيقة الإيمان من عدمه، فلا مكان لأحد في الدنيا والآخرة، إلا بالانضواء تحت راية الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

الحد الفاصل بين الطاعة والمعصية

فكانت الرسالة واضحة وجلية بلا لبس ولا غموض، في أن الامتثال لأمر الله، لن يكون إلا من خلال الإيمان برسالة الإسلام، التي حافظت على رسالة الأنبياء والمرسلين في الدعوة إلى الإيمان بوحدانية الله ووحدة الرسالة، بالرغم من الفترات الزمنية المختلفة التي نزلت فيها رسالات السماء.

أكد الله في محكم الآيات القرآنية على مجمل هذه الرسالة، في أن كل الشرائع والأديان نسخت بدعوة الإسلام، ولن تقبل دعوة في الدنيا ولا في الآخرة دون إعلان الناس، الولاء لله، وإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولًا، وإلا سيطالهم الخسران المبين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (آل عمران: 85).

رسالة محمد صلى الله عليه وسلم

ومن هذا المنطلق كان اكتمال رسالة الأنبياء والمرسلين برسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تجسد فيها الإسلام الشامل والكامل، ودعوته إلى البشرية جمعاء بالدخول فيه، قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (المائدة: 3).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يجمع الإسلام بين دفتيه، الإسلام الوصفي والإسلام العلم، وأن يكتمل به الدين وتتم به النعمة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »