مقالات

ميلاد النبي والبدء من نقطة الصفر “2”

كان ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم إيذانًا بتطهير البشرية من الأوثان وعبادة الأصنام وتنقيتها من الجهل والانحرافات، وتحصينها بالعلم النافع، وحمايتها من كل خطايا الجاهلية وأوزارها وأوثانها، وانحراف أصحاب الأديان، عن دينهم وتحريفه بشتى الطرق والوسائل.

كان ميلاد النبي عودة من جديد إلى نقطة الصفر التي بدأت بخلق آدم عليه السلام، بالرغم من توالي العديد من الأنبياء والمرسلين لهداية البشرية، وعودتها إلى التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى.

بعث الله سبحانه وتعالى 25 نبيًّا ورسولًا ذكر أسمائهم في القرآن الكريم، منهم خمسة أولي العزم من الرسل: “نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد” صلوات الله عليهم أجمعين، وقبلهم كما في الروايات، بعث حوالي 250 ألف نبي ورسول.

ميلاد النبي إيذانًا بتحصين الإنسانية من الشيطان

ولكن عاد البشر إلى سابق عهدهم، في الانحراف الإيماني والسلوكي والأخلاقي، ومتاع الدنيا الفاني، والجري وراء الشيطان، الذي كان سببًا في غواية آدم وأبنائه وأحفاده، حتى كان ميلاده صلى الله عليه وسلم، إيذانًا ببداية تحصين الإنسانية وحمايتها من بطش الشيطان وأتباعه.

المعركة ما زالت قائمة ومستمرة، والفتن متتابعة ومتلاحقة، منذ مجيء آدم عليه السلام، بل ومحتدة ومحتدمة وممتدة، بين آدم وأبنائه والشيطان وأبنائه، حتى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

فكان التوجيه والنصح والإرشاد، الدائم والمتواصل والتوعية المركزة، في القرآن الكريم والسنة النبوية من الخطر الذي يمثله الشيطان على البشر، والتحذير الدائم من سيطرة الشيطان على البشر، وتحويله إلى شيطان، الذي تمكن من جلب الكثير من بني آدم إلى صّفِّه.

ويبدو أن الغلبة ما زالت حتى الآن في صالح الشيطان اللعين، بالرغم من المحاولات العديدة، لتحجيم الشيطان وأتباعه من الإنس والجن.

الأوثان وعبادة الأصنام.. العلم هو الطريق الأنسب لمجابهة الشيطان

وكان العلم هو الطريق الأسلم لمجابهة الشيطان وأتباعه في كل مجال بعد أن تنكروا لآيات الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله.

وهذا ما دعا إليه الإسلام، ففتح باب العلم على مصراعيه لسيادة العلم والعلماء، بميلاده صلى الله عليه وسلم.

وبالرغم من النقلة النوعية التي أحدثها العلم، في فهم آليات وعمل الجسم البشري، إلَّا أنه ما زال يقف في مفترق الطرق بعد هيمنة الروح وسيطرتها على الجسد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »