مقالات

(11) إشراقات… رمضانية

إذا كنا قد تحدثنا عن أحد أهم الضرورات الخمسة لاستبقاء حياة الإنسان في الحياة، والمتمثل في وجود الهواء والذي يحصل عليه الإنسان مجانًا دون مقابل، فسوف يدفع هذا المقابل في الآخرة ولإدراك قيمة ومعنى الحساب على فاتورة الهواء وحدها.

فإن سحب الهواء من منطقة معينة يحول كل الأحياء إلى أموات في لحظة، مما يعني أن الهواء هو إكسير الحياة، وإذا كان ذكر الهواء في القرآن الكريم لم يأتِ بمعنى الهواء الذي نتنفسه، فإن معنى ذلك أنه توجد أمور تخص الحياة التي نحياها أرقى وأهم من الهواء ولكننا في الحقيقة والواقع لا نعرف عنها شيئًا.

فإن الحديث عن الماء له أهميته القصوى حيث يعتبر واحدًا من الضرورات المادية الخمسة لاستبقاء حياة الإنسان في وجود ذرتين من الهيدروجين وذرة من الأكسجين، فالكون خلق من ذرة الهيدروجين، فتكون على إثرها الكواكب والنجوم والمجرات والفضاء الشاسع الذي نراه أمام أعيننا، حيث يمثل غاز الهيدروجين الغاز الكوني في كل المجرات.

وجود الهواء بالنسبة للإنسان

ومن الأكسجين كانت الحياة على الأرض، فوجوده يحافظ على وجود الإنسان وغيره من الكائنات الحية، كما أنه يحمل عوامل فنائها من خلال ذرة الأكسجين الحرة، فتؤدي إلى الشيخوخة ونهاية الإنسان بالفناء، مما يعني أن الأكسجين يحمل في مكوناته عوامل بناء الإنسان ووعوامل هدمه.

وهذا فيه إعجاز هائل، فتماسك ذرتي الهيدروجين مع ذرة الأكسجين يعطينا الماء، الذي خلق الله منه الكون والحياة فلم يكن غريبًا علينا الإشارة في القرآن الكريم، إلى أن عرش الرحمن كان على الماء فإن الماء بهذا الشكل كان العنصر الحاسم، في خلق الكون بكل أجرامه، وفي خلق آدم أبو البشر عليه السلام من الطين بعد خلط التراب بالماء.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »