مقالات

(88) إن الدين عند الله… الإسلام 

عندما أصبح العالم قرية واحدة وتوحدت فيه الأمراض وظهرت فيه الداء، في نفس الوقت في مشارق الأرض ومغاربها، فيروس كورونا ظهر في مدينة ووهان في الصين في نوفمبر 2019.

ثم انتشر إلى أركان الأرض الأربعة، وشمل كل قارات العالم، آسيا، أوروبا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، إفريقيا، أسترليا، فأثبت فيروس كورونا هذه الحقيقة العلمية القائمة على وحدة العالم وأنه قرية واحدة، ووحدة الرسالة في الإسلام، والتي تؤكد وحدانية الله.

العالم قرية واحدة

وكل هذا حدث بعد تقارب الأزمنة والمسافات، فأصبح العالم عبارة عن شاشة صغيرة بالسنتيمترات، مثل الهاتف الجوال، فكان إرسال الله محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل بالإسلام، كي يعالج كل أمراض العالم المادية والمعنوية، بعد أن أصبح العالم قرية واحدة أو شاشة صغيرة في الجوال.

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) سبأ: 28.

ومن هذا المنطلق، المتعلق بمادية الإنسان ومعنوياته التي جاء الإسلام، من أجل العمل على استقامتها في إطار القرآن الكريم والسنة النبوية، لذلك حذر القرآن الكريم من اختلاف المسلمين في الأصل والتفرق في الدين.

قال تعالى: (إِنَّ الذين فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (الأنعام: 159).

وهذا معناه أن الإسلام، لا توجد فيه جماعات ولا شيع ولا أحزاب، فلا سنة ولا شيعة وإنما الإسلام الذي أمر به الله في الأصول، ودعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم في الشريعة، التي تحكم حركة المسلمين والذين يختلفون في أمر الإسلام.

واذا كانت طوائف السنة وجماعتهم، يدعون إلى الإسلام فعليهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية وترك غير ذلك من أقوال فلان وعلان، وإذا كانت طوائف الشيعة وجماعتهم يدعون إلى الإسلام فعليهم بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وترك غير ذلك من أقوال فلان وعلان.

السنة والشيعة

ولو اعتقد السنة والشيعة أن القرآن الكريم دستورهم ومحمد صلى الله عليه وسلم قائدهم  وزعيمهم وتركوا خلفهم كل زعامة ادعوها، لساد الإسلام العالم وحكمه بالحق والعدل والميزان، وهدأ العالم وانتهت الفوضى فيه وساد السلام، الذي جاء به الإسلام، فضبط أركان الكون وما فيه من مخلوقات، ولم يشذ عنها إلا الإنسان، فلو تمسك العالم بالإسلام لعاد إليه الانضباط مثلما هو حادث أمام أعيننا في الكون وكل المخلوقات عدا الإنسان.

ولكن من الملاحظ، أن هذه الجماعات وتلك التيارات، دب الخلاف فيما بينها في الأصول، وتعاظم الخلاف في الفروع، فكان بأسهم بينهم شديد، فبدلًا من العمل لله ورسوله، تجدهم يحققون مآرب أعداء الإسلام من تفجير الإسلام وهدمه من الداخل، وتشويه سمعته وصورته أمام العالم من الخارج.

فكانوا بمثابة حصان طروادة، استخدمه الغرب بذكاء منقطع النظير، من أجل تحقيق مصالحه حتى يتمكن من السيطرة على خيرات الشرق الإسلامي، بعد أن تمكن من تحييد الجميع، وجعلهم يعملون وفق أجندته الخاصة بعد أن مزق الإسلام، وألقى به في وجه الجميع، من أجل سيادة مصلحة الغرب على الشرق الإسلامي، واستخدم في سبيل ذلك، كل ما يملك من قوة العلم والمال والسلاح والعملاء إلى حين.

فجمع الله سبحانه وتعالى فيه، لمحمد صلى الله عليه وسلم الدين كله في دين الإسلام، فكان المنهج المشتمل على العقيدة الصحيحة والقانون العادل في الشريعة السمحاء، إلى قيام الساعة ونفي الذين فرقوا دينهم وأصبحوا شيعًا وأحزابًا من دائرة الإسلام الحق الذي دعا إليه الله.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، يؤكد أن الإسلام، يُمثِّل المفتاح الذي تفتح به الدنيا والآخرة، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »