مقالات

(97) نهر النيل في… الإسلام

كانت الأبعاد الخمسة السابقة، التي شملت الحديث عن أهمية نهر النيل محور للنقاش في هذه المقالات، بشكل مختصر، حول أهمية ومكانة النهر العظيم في حياة مصر، وحياة المصريين، والتي تشمل البعد العلمي والبعد الديني والبعد الجغرافي، والبعد التاريخي، والبعد الحضاري.

 ومع الأبعاد الخمسة، لعب البعد البشري السادس، دور محوري في التأكيد على هذه الأبعد الخمسة، فهو يتكامل معها، بل ويأتي في المقام الأولي لها ويسبقها، لأنه يمثل الإنسان المصري، صانع الحضارة والتاريخ  والتقدم من أيام الفراعنة، والذي كان له باع طويل في تقدم مصر وإزدهارها.

فلم يتمكن احد من بعد الفراعنة ، من إستخدام إمكانيات مصر الفكرية  والعلمية والتقنية بعد، ولم يحدث ذلك، إلا في عهد الفراعنة وفقط، الذين أدركوا قيمة العلم، وعظم ومكانة وعلوا شأن الإنسان المصري، القادر على الإبداع والإبتكار والإختراع دون أن يكون تابع لإحد، إلى درجة أن الإنسان المصري الفقير في عهد الفراعنة، عندما يموت كان يدفن معه ذهبه، الذي كان يوجد بكميات وفيره في بيته ويعيش به طول حياته.

قراءة القرآن الكريم

بل إن القارئ للقرآن الكريم، يلاحظ أنه قد تحدث عن الرفاهية الزائدة عن الحد، في أياته، والتي كان يعيش فيها الفراعنه فكان التعبير القرأني خير مثال على هذه الرفاهية، قال تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُون (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) الدخان 25 – 27

فالبعد البشري، في مصر، كان له صوت رنان، ودور الصدارة، في صناعة وإنتاج الإنسان المصري القديم، وكان له دور محوري وبارز وفعال في تأسيس وإقامة بنيان الحضارة الإنسانية الشامخ، كما أن له مكانة عإلىة ومنزلة مرموقة ، في صناعة حاضر ومستقبل مصر، في وجود الإنسان المصري.

كان الإنسان المصري، ومازال يتميز بقدراته الفائقة واللامحدودة، في كل زمان ومكان وعبر التاريخ، على العطاء المتجرد، الذي تعود عليه في حياته، بلا حدود للزمان والمكان، والذي تنطق به الجدران، وتعبر عنه المشاهد الحقيقية للآثار، المنتشرة في كل مكان من أرض مصر المحروسة وربوعها، في ظاهرها وفي باطنها.

فالبعد البشري لنهر النيل،  والذي يعتمد بالدرجة الأولي على مكانة الشعب المصري، الذي يعيش على أرض مصر، وإمتداده الجغرافي في العالم وحول الكرة الأرضية، وخروج الإنسان الحضاري الأول من مصر،  قد اكد على هذه الحقيقة  العلمية، المستنبطة من البعد الديني الإسلامي، الذي بني عليه الكون، والذي أكد عليه نوح عليه السلام، بأن نهر النيل من الجنة، والذي يجب  اخذه بعين الاعتبار.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »