مقالات

(19) أمريكا… في وجه العاصفة

كان التخلف هو القاطرة، التي دفعت أمة العرب والمسلمين إلى الجحيم في الدنيا، من كثرة المشاكل التي ليس لها حل عند الوكلاء، فهم يريدون استمرار المشاكل بلا حلول حقيقية، حتى نظل في سجين، يلعن بعضه البعض على ما وصل إليه حالنا.

أمَّا حال الآخرين، فهو على ما يرام طالما أنهم في مأمن من ثورة الجياع، بعد تلقيهم كل أنواع الأسلحة من أحفاد الهنري، فتحول العنف والتطرف إلى إرهاب، في غياب الوعي والذات وترك التخلف بصماته على كل فرد وأسرة ومجموعة من الأفراد، وفي الشوارع والميادين والحارات وعلى الصناعة والزراعة والتجارة و و و..، ولم يسلم منها كل المؤسسات وحتى مراكز صناعة القرار، التي يتمترس خلفها جل المتخلفين والمنافقين والأفاقين.

فضاع الشباب وضيع بسبب البطالة، فانتشرت الممنوعات وزادت الدعارة وتجارة المخدرات وذهب الآخرين إلى التطرف والتعصب والإرهاب، فيفسد الجميع في الأرض ولا يصلحون ولا يبحث الآخرين سوى عن مراكزهم وشهرتهم وملأ جيبوهم والغرف من خزينة الدولة، بلا حسيب ولا رقيب، فهم يعملون في ديوان الوكيل المعتمد من قبل الغرب وأعوانه مصريين، على إذاقة شعوبنا الغلب والأمرين، فتمترس الفقر والجوع والحرمان، وضرب بأطنابه كل قطاعات الأمة.

وهذه أمثلة قليلة، ونماذج صارخة على أرض الواقع، دشَّنها هنري كامبل في وثيقته، أظهرت لنا عن كيفية إدارة آليات الصراع بين الشرق والغرب، فلا يأتي ليتحدث أحد بسذاجة منقطعة النظير، عن عدم وجود نية مسبقة مبيتة أو تدبير متقن وتخطيط محكم ومحدد، على إنهاك العرب والمسلمين وخلق العدوات والخلافات بينهم إلى أبعد حدود وبلا حدود، من أجل أن يظل الشرق على طول الخط متهمًا في عقيدته، ومستنفزًا في خيراته، وضعيفًا في صحته وفقيرًا في الحصول على لقمة عيشه ومتخلفًا في فهمه وعقله.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »