مقالات

(9) الكتاتيب بذرة التعليم في الإسلام 

إذا كان دور الجسد المادي محدود بحدود هذا الكيان المادي والذي يُمثِّل أقل بكثير من 0.01% من نفس الإنسان المتعلقة بالروح والجسد، فإنَّ الكيان الروحي الموجود في الجسد ويديره عن كثب يُمثل أكثر من 99.99 %.

ولهذا كان الدور الأبرز للروح النورانية في تقوية الذاكرة وتعميرها بمخزون هائل من الكلمات النورانية في إطارها المعنوي، والتي يتم تخزينها بشكل نوراني ويمكن استدعائها عند اللزوم.

وامتزاج الروح النورانية بالجسد المادي في حد ذاته، يخلق مزيج بشري راشد ورائد لا حدود لعلمه في وجود الروح التي تملأ مسرات الجسد المعتم وتسد فراغاته الموجودة بفعل أثره الترابي الذي خلق منه آدم عليه السلام.

أهمية الكيان الروحي

فإذا أضفت إليها الرافد الثالث في تعليم وحفظ القرآن الكريم بكل أحرفه وكلماته وآياته النورانية كانت النورانية عالية إلى درجة يتم فيها تهميش الجسد المادي بشكل تام وكامل  بمختلف روافده العلمية المادية في الفكر والفهم والتدبر، المنطلق من المخ والقلب والفؤاد، والتي تبدأ بالاستقراء في البديهية والاستنباط والعلم والجهل والأمية والتقليد والظن والشك والوهم وكل في القدرة على الاستيعاب في حضور العقل والقلب والفؤاد.

ومن هنا نجد أن الكتاتيب تمثل اللبنة الأولى في بناء أساس علمي سليم، له باع طويل في القيم والأخلاق الإنسانية، علاوة على أخلاق وقيم الإسلام والتي لا تعمق فقط المعارف المادية التي تعتمد على وسائل الإدراك المختلفة وصلتها بالعلم والعقل والمخ والقلب وحسب بل إنها تنمي المعارف النورانية التي لها دور مادي محسوس في فهم المعارف الإنسانية وتحفيز النهضة العلمية.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »