مقالات

(8) الكتاتيب بذرة التعليم في الإسلام 

الذاكرة المتوسطة الموجودة في المخ قابلة أيضًا للتقسيم المادي والنوراني وتُسجِّل كل المعلومات السمعية والمرئية والحسية الحركية وغيرها التي تصل إليها في لحظات ثم تختفي معظم هذه المعلومات من المخ في أجزاء من الثانية.

وهذا يعود إلى انشغال الذاكرة في المخ بأمور أخرى في غياب التركيز في الوقت الذي تخزن فيه بعض المعلومات المرتبطة بحادث معين في ناصية المخ الأمامي وخلف الجبهة مباشرة والتي تُمثِّل مركز صناعة القرار.

ويتم نقل بعض المعلومات بشكل تقني من الذاكرة القصيرة والمتوسطة والاحتفاظ بها في الذاكرة الطويلة والممتدة عن طريق الهيبوكامبوس والتي تحتفظ بالمعلومات لفترات طويلة في بعض مراكز المخ التي تحتوي على الذاكرة الممتدة والجاهزة للتخزين لمدة طويلة.

وتُمثل الذاكرة النورانية الجزء الأعظم من المخ ومعه مختلف وسائل الإدراك والمراكز العصبية في المركز والأطراف والتي لها دور معنوي كبير في تخزين الكثير من المعلومات المعنوية و ستارة لها خلفية نورانية تدير كل شيء من وراء.

ودور الكتاتيب النورانية في الخروج من شرنقة الجسد المادي يعكس الأهمية القصوى والبالغة لوجودها في حياة الطفل المسلم، فإذا كانت الكتاتيب لها  دور مادي ملموس ومحسوس في صقل مواهب الطفل الفكرية وتنمية قدراته العقلية وتثبيت مدركاته الذاتية في سن مبكرة من حياته.

فإن الشحن النوراني الدائم والدائب والمستمر الذي يقوم به القرآن الكريم في حياة الطفل الأولي له الدور الأبرز والأهم في تنمية القدرات النورانية للروح المتصلة بالجسد المادي، وهذا يُحوِّل الطفل من طفل عادي بمواهب محدودة إلى طفل فذ بمواهب وقدرات غير محدودة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »