مقالات

 (1) التعليم كنز.. التعليم= فكرة= منتج

لا شك في أنَّ التعليم أعظم كنز وهبه الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام وأبناءه وأحفاده من بعده إلى قيام الساعة ولذلك يُعتبر التعليم عصب الحياة، عندما يتمكن من حل المشاكل الصحية ومشاكل الفقر والفقراء ويُحسن من دخل الأفراد، عندما يتحول إلى منتج.

أمَّا غير ذلك فلا قيمة له ويعتبر “فص ملح وداب” لا يترك شيء منه في عقول وقلوب الناس.

التعليم هبة من الله وهدية مقدرة للبشر فينمي من قدرات العقل ويعلي من شأن القلب والفؤاد ويمنح الإنسان قدرات فائقة في مجالات العلم واالمعرفة، تُمكنه من حل مشاكله الحالية والمستقبلية في وقت قصير وتمكنه من البحث والتنقيب في أركان الأرض الأربعة من أجل اكتساب قوته ورزقه.

التعليم كنز يصب في صالح الأوطان

ولا مانع عنده من ارتياد الفضاء، إذا رأى أنَّ ذلك يصب في مصلحته ومصلحة بلاده بكل قوانينه وتبعاته وأحكامه التي تختلف جذريًّا عن علم الأرض ومكوناته من أجل تحقيق هذا الهدف في اكتساب المزيد من العلم، مهما كَلَّفه المزيد من إنفاق المال والمزيد من الجهد والعرق والعمل الشاق المتواصل بالليل والنهار دون كلل أو ملل.

نهضة التعليم تعتمد بالدرجة الأولى على بناء المعلم، الذي يُعلِّم الطلبة كل فنون العلم والمعرفة عوضًا عن القيم والأخلاق، التي تأتي في المقام الأول وفي سلم الأوليات قبل العلم والمعرفة، لأنَّه في غياب هذه الأخلاق لا قيمة للتعليم حتى ولو تبنى كل الاختراعات والابتكارات.

وبناء المؤسسات يستدعي تطوير القديم منها ودعمه حتى يتمكن من استيعاب الطلبة والطالبات في جو علمي يمكن المعلم من توصيل رسالته إليهم في وجود كل الاحتياجات اللازمة التي تُمكِّن المعلم والطالب من بذل أقصى طاقة وجهد ممكن، لتحقيق الذات لكل من المعلم والطالب وهذا يصب بشكل إيجابي في مصلحة الوطن والمواطن في كل الأحوال.

ولن يتم هذا إلَّا من خلال  تطبيق الأعمدة السبعة الأساسية التي يعتمد عليها التعليم بشكل جوهري  لا غنى لأحدهم عن الآخر في المعلم والتلميذ والجهاز الإداري والمباني والمعامل والمنهج التعليمي والأخلاق والفكرة والمنتج والوطن، من أجل أن يتم وضع بذرة العلم والمعرفة موضع التنفيذ في كل مؤسسات التعليم وكل مؤسسات الدولة من خلال متوالية عددية، تعمل على إخراج البلاد من شرنقة الفشل والتخلف إلى التقدم المبهر في كل المجالات وعلى جميع المستويات.

واذا كان بناء المعلم يحتاج إلى وصفات خاصة، فإنَّ تطوير المؤسسات من جنس هذه الوصفات وكلاهما يُمثلان ذرة سنام العملية التعليمية، فإنَّه لاغنى عن الأعمدة الأخرى التي تدعم هذه العملية في كل الأوقات وتطور نفسها في ذاتها ومن خارجها من خلال قواعد علمية صارمة قادرة على ضبط العملية التعليمية في سلسلة متصلة الحلقات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »