مقالات

(3) أبجديات التعليم في الإسلام.. العلق- القراءة- القلم

السؤال الذي يجول بخاطر كل إنسان ويلح عليه في كل حال عن ما الذي جعل الخالق سبحانه وتعالى، في أول لقاء بين السماء والأرض من خلال وحيه إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أن يضع هذه الكلمات الثلاث، موضع الاعتبار ويجعلها تتصدر مفتاح سورة العلق (العلق- القراءة- القلم)، إنه كلام الله المعجز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

فتعالوا نتدَّبر معًا المعاني التي تقف وراء نزول هذه الكلمات الثلاثة معًا، والغرض من وجود كل كلمة من هذه الكلمات الثلاث في أول لقاء بين السماء والأرض، لنعرف إلى أي مدى يحترم الإسلام، وجود الإنسان المكرم، وإلى أي حد يقدر مكانة العلم ومنزلة المعرفة، ويعلى من شأن العلماء والعمال المهرة في كل مجال وإلى أي مدى يدرك ويقدر قيمة القراءة ويعلى من مقام القلم الذي به تدار الحياة والذي به تسجل الحضارات.

فأول كلمة كتبت في القرآن الكريم وكانت عنوانًا لأول سورة نزلت منه هي العلق في سورة العلق، التي تعني في لغة العرب الدم المتجمد وما يعلق بالشيء فيعتمد به على حياته وبقائه ولكنها في الحقيقة والواقع هي كلمة طبية صرفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ترمز إلى علم الأجنة، وخلق الإنسان ومراحل تكوينه وهو في بطن أمه.

فهي إذن لا تتحدث عن كلام الطب بشكل عام، لكنها تتحدث عن أدق التخصصات الطبية في علم الأجنة وعلم تخليق الإنسان.

فالعلق تشكل أحد أهم ركائز مراحل تكوين الجنين والذي بها يكمل الجنين تكوينه، ومن غيرها يصبح هو والعدم سواء، بعد أن اصبح من مخلفات الإنسان.

ما يؤكد أن مرحلة العلق وتعلق الجنين في الرحم لكي يؤخذ منه كل غذائه، حتى يكتمل بناءه في خلاياه وأنسجته وأعضاءه وأجهزته، فيمكن بالعلق أن يُصبح إنسانًا ومن غير العلق يصبح عدم وبعد عن أثر.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »