مقالات

(2) أبجديات التعليم في الإسلام.. العلق- القراءة- القلم

من هنا كان العلم والمعرفة دعوة الإسلام إلى العالمين، من خلال القراءة والقلم، التي تُعلي من شأن  الإنسان، وتجعل له حضور في الحفاظ على نفسه وأسرته ومجتمعه.

بل ويتعدى ذلك إلى الأمم والشعوب والإنسانية جمعاء، لأنَّ العلم هو الذي يؤكد إنسانية الإنسان من خلال القراءة والقلم.

وتعلم الإنسان يدفعه إلى معرفة ماضيه، الذي يبني عليه حاضره، فيأخذ منه العبر والعظات حتى يختصر المسافات في حاضره المليء بكل المنغصات، وفي نفس الوقات يتجنب الأخطاء التي ارتكبها السابقون، ويعزز من الإيجابيات في فترة زمنية قصيرة تطيل في عمره مئات السنوات.

أهمية العلم في حياة الإنسان

وتقييم حاضره بالنجاح فيه يعتمد بالدرجة الأولى على فهم ماضيه وتقييمه بحيث يكون خالٍ من العثرات، ودافعًا إلى العمل والجد والاجتهاد حتى يتمكن من حصاد ثمار نجاحه في الوقت الذي يعيشه في الدنيا، بدون تضييع للوقت والصحة والمال.

وهو ما يمكنه من استشراق مستقبله بشيء من الأمل والرجاء في تطوير نفسه ومجتمعه، من خلال البناء على العلم والمعرفة وأدواته في التفكير والجد والاجتهاد بعيدًا عن المحسوبية وأهل الثقة فتتقدم البلاد في كل مجال . وتقدم البلاد يصب في نهاية المطاف في مصالح الناس، وفي حل مشاكلهم الحادة والمزمنة، بالعمل الجاد المثمر، وأدواته العلم والمعرفة، والحفاظ علي قيم الإنسان، في الصدق والأمانة والشفافية والمساواة، وهي الأدوات التي تؤهل صاحبها للتقدم في كل مجال من مجالات الحياة.

فالقراءة والكتابة تؤهل الناس أجمعين، للنظر في ملكوت الله سبحانه وتعالى وآياته المنثورة في خلق الكون وخلق الإنسان واستنباط الفكر لمعرفة طبيعة الخلق والتدبر فيمن خلق من أشياء في الوجود، والفهم المستقيم لمعنى الخلق المنبثق عن العقل والمخ والقلب والفؤاد.

وفي كل ما يحيط بالإنسان من جمال وصنعة الخالق سبحانه وتعالى كي يحقق مصالحه الذاتية المؤقتة في الدنيا، باستخدام كل أدوات العلم الواقعة والتي تستطيع أن تقيم عليها دليل وحتى تتحول من نظرية إلى علم في البديهية والاستنباط والعلم والجهل والأمية والتقليد والشك والظن والوهم.

وهذا يؤكد أن الإسلام دين العلم والذي يدعو إلى استخدام العقل في التفكير والنظر والتدبير واستخدام العلم والمعرفة في كل شأن من شئون الإنسان المكرم، فبالعلم يعرف الإنسان ربه ويدرك فضل الله سبحانه وتعالى عليه.

وبالفهم يوقن أن خلف هذا الإبداع في خلق الكون وخلق الإنسان، قوة الله سبحانه وتعالى وقدرته، فيحمي نفسه ومصالحه ومصالح الآخرين في الدنيا بالعلم والمعرفة، لأنَّه لا بديل عنهما، في حياة الإنسان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »