(58) مصر… في الحج
عاد إبراهيم مع هاجر وإسماعيل بعد الانتهاء من رمي الجمرات والتضحية والفداء، إلى مقامهم بجوار الصفا والمروة وعند بئر زمزم مع جيرانهم الجراهمة، الذين تزوج منهم إسماعيل مرتين، بأمر وموافقة من إبراهيم في المرتين، وهاجر في المرة الأولى، حيث توفيت بعدها ودفنت بجوار الصفا والمروة.
علاقة وطيدة بين اسم هاجر واسم جرهوم
وكما قلت من قبل أن هناك علاقة وطيدة بين اسم هاجر واسم جرهوم، فهاجر التي انتهت بـ”جر”، بدأت بها جرهوم “جر”، وجر معناها في الهيروغروفية مصري، فهاجر معناها زهرة اللوتس المصرية وجرهوم معناها السيد أو الحاج المصري.
تزوج إسماعيل في المرة الأولى من قبيلة جرهوم المصرية، ثم ماتت السيدة هاجر ودفنت بجوار زمزم، ثم أتى إبراهيم عليه السلام، يزور ابنه إسماعيل فلم يجده في بيته، ووجد زوجته الأولى فسألها عن أحوالهما، فشكت إليه من ضيق العيش وشدته، فقال لها: “عندما يأتي زوجك اقرأي عليه السلام وقولي له: “غير عتبة بابك”، ويعود إسماعيل عليه السلام، فتخبره زوجته بما كان من وصية الشيخ العجوز، فأعادها إلى أهلها تنفيذًا لوصية والده.
عودة إبراهيم مع هاجر وإسماعيل بعد رمي الجمرات والتضحية
ويتكرَّر المشهد مرة أخرى، فيتزوج إسماعيل للمرة الثانية من قبيلة جرهوم المصرية، ويتكرر ما حدث في المرة الأولى، حيث يأتي إبراهيم عليه السلام، لزيارة إسماعيل فلم يجده ويجد زوجته فيسألها عن أحوالهما، فتقول في خير وسعة “نأكل اللحم ونشرب الماء”، فيقول لها “عندما يعود زوجك قولي له “أن يثبت عتبته”، فاحتفظ بها زوجة له.
وما بين العتبتين، كانت مصر حاضرة بين إسماعيل وقبيلة جرهوم، فقد تزوج من قبيلة جرهوم مرتين، وكان من نتيجة هذا الزواج أن تمَّ إنجاب كل القبائل العربية الاثنى عشرة، ومنهم قريش ومن قريش، كان محمد صلى الله عليه وسلم، مما يؤكد أن أصوله مصرية.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يكون أصل كل القبائل العربية مصري، وأن يكون محمد صلى الله عليه وسلم كل أصوله مصرية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر