مقالات

(23) السلام… في ميلاد الرسول

حاز الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، على الإسلام الوصفي والإسلام العلم وجمع بينهما، وهذا معناه أنه لا يوجد تاريخ للأديان على الكرة الأرضية إلا للإسلام.

وهذا معناه أيضًا، أن جغرافية الأرض وملكيتها تعود إلى الإسلام، وأن الأصل في تاريخ الأرض هو الإسلام.

فالإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، هو الإسلام الجامع وفيه الإيمان بالله والإيمان برسوله وجميع الأنبياء والمرسلين من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يوجد غير إسلام واحد ولا يؤمن المسلمون إلا بهذا الإسلام الواحد.

خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام

وبالتالي فالمسلمون يؤمنون بالإسلام الواحد، بلا تصنيف أو توصيف، فلا وجود عندهم  للإسلام السني أو الإسلام الشيعي ولا وجود للإسلام الحداثي أو الإسلام الراديكالي، ولا وجود للإسلام الشرقي أو الغربي ولا وجود للإسلام الوسطي أو الإسلام المتطرف.

ولا وجود للإسلام العربي أو الإسلام الأعجمي ولا وجود لإسلام أبيض أو إسلام أسود، ولا وجود للإسلام المصري أو الإسلام التركي، ولا وجود للإسلام الفرنسي أو الإسلام النمساوي، كما لا يوجد إسلام أمريكي أو روسي أو صيني، ولا يوجد إسلام إفريقي أو آسيوي أو أوروبي أو أسترالي.

تاريخ للأديان على الكرة الأرضية

إنما يوجد إسلام واحد، هدفه عبادة الله الواحد في الأرض ونبذ الشركاء، والإيمان برسالة الإنبياء والمرسلين، إسلام يقود العالم إلى الحق والعدل والمساوة بين الناس، إسلام لا يفرق بين البشر في اللون أو الجنس أو الانتماء العرقي أو القبلي.

إسلام العلم والمعرفة والقوة، في الحق والعدل والصدق والأمانة والوقوف ضد الظلم، وعدم الخنوع للباطل أيًا كانت قوته، إسلام يصنع أمة واحدة قوية في صحتها وفي علمها، ويخلق أجيال مؤمنة من الشجعان لا يخشون إلا للله، ولا يصنع أمة من الجبناء.

وهذا معناه أن الإسلام في العالم هو الأصل وغيره الاستثناء، لأنه وجد في الأرض، قبل وجود الإنسان وقبل خلق الأرض، وهذا معناه أيضًا أن الأرض كلها ملك للاسلام، لأنها أعلنت الولاء لله قبل خلق الإنسان، وتخليص الأرض كل الأرض، من الكفر والإلحاد والشرك والنفاق، هو تحريرها من طارئ عليها وعودتها إلى أصلها وجذورها في الإسلام، قال تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ” (آل عمران: 19).

وهذا معناه أن الدين عند الله الإسلام، قبل خلق الكون وقبل خلق الإنسان، فكل المخلوقات قد استسلمت لله خالقها، وأعلنت الولاء له قبل خلقها وقبل أن تمارس حياتها على الأرض بعد خلقها وفي مشوار حياتها الممتد كل حسب نوعه وتكوينه.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يكون الدين عند الله الإسلام، فكيف لا يؤمن البشر الذين خلقهم الله بالإسلام الذي رضيه الله دينًا لسائر مخلوقاته قبل خلقهم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »