مقالات

(23) نهر النيل في… الإسلام

تدور أحداث نهر النيل وأهميته الاسترايجية في مصر وتتمحور حول أبعاده السبعة، كما قلت، والتي تمسك بتلابيب مصر وتمسك مصر بتلايببها.

فإذا كان البُعد العلمي يؤكد أن نهر النيل، نهر إسلامي قبل خلق الكون من 15 مليار سنة بشكل عام، فإنه يعتبر ملكية عربية مصرية خالصة بشكل خاص.

فإن البعد الديني، يؤكد هذه الحقيقة المستنبطة من خلق الكون وبناءه وقد بدأ الحديث عن البعد الديني عن نهر النيل مبكرًا بحديث نوح عليه السلام إلى حفيده مصرايم، الذي سميت مصر باسمه وبشره بثلاث بشارات عن مصر، فقال نوح عليه السلام لحفيده مصرايم، ستسكن الأرض المقدسة وبها نهر من أنهار الجنة وهي أم الدنيا.

نهر النيل وأهميته الاسترايجية

أطلق نوح عليه السلام هذه البشارات الثلاثة عن مصر، باعتباره الأب الثاني للبشر بعد آدم عليه السلام، فهذا يمثل البعد الديني لمصر، وحديثه عن مصر والمصريين في وقت مبكر، من تاريخ الأنبياء والمرسلين، لا يعبرعن هوى في نفسه ولا ينطلق من فراغ في روحه، ولكنه وحي يوحى إليه، باعتبار مكانته ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى.

ولذلك لم يكن غريبًا أو عجيبًا أن يشير الله سبحانه وتعالى إلى مكانة نوح عليه السلام في القرآن الكريم، فيضع سورة باسمه ويتحدث عنه وعن قومه في الكثير من السور والآيات القرآنية، مما يؤكد أن كل أقواله وأفعاله ليس من عند نفسه ولكنها وحي من عند الله وأوامر عليا لها بعد إلهي.

قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أليمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) نوح: 1-2.

منزلة نوح عليه السلام

فمنزلة نوح عليه السلام العالية ومكانته المرموقة عند الله سبحانه وتعالى، أهلته في الحديث عن مصر، والتي تسبق مكانة ومنزلة كل الأنبياء والمرسلين الذين جاءوا من بعده، ولم يسبقه إلى هذه المنزلة الرفيعة ولا إلى تلك المكانة العالية، إلا آبائه الأوائل المؤسسين لرسالات الأنبياء والمرسلين، آدم وإدريس عليهما السلام.

كما أن مكانة نوح عليه السلام ومنزلته محفوظة بين أبنائه وأحفاده، هود وصالح وشعيب ولوط عليهم السلام، وإبراهيم وأبناءه وأحفاده، باعتبار أن نوح عليه السلام، واحد من أولي العزم من الرسول، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام.

قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إليكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء: 163.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »