مقالات

(19) نهر النيل في… الإسلام

الأبعاد السبعة جعلت من نهر النيل مكانة بارزة في الدنيا ومنزلة خاصة في الآخرة، كما خلقت منه أسطورة عالمية تتناقلها الأجيال، جيل بعد جيل والتي تتمحور بالدرجة الأولى، حول البعد العلمي “1” والبعد الديني “2” والبعد الجغرافي “3” والبعد التاريخي “4” والبعد الحضاري “5” والبعد البشري “6” والبعد الأخروي “7”، باعتباره نهر من أنهار الجنة.

ومن ثمَّ كان من الأهمية بمكان الحديث عن هذه الأبعاد السبعة وتشريحها على بساط البحث، بالمرواحة والمزواجة والمخالطة بين كل منها بين الاستفاضة والإطناب، دون خلل في عرض الفكرة المهيمنة بالإطالة أو قصرها، حتى لا تكون عصية على الفهم والاستيعاب، على كل بعد من أبعاده، حتى يمكن استعراض، كل ما خف حمله من مكانة ومنزلة نهر النيل، وكل ما ثقل وزنه من أبعاده عن نهر النيل في الظاهر والباطن وما فيه من عجائب الزمان، ومن ثقل المكان.

 النيل له مكانة بارزة في الدنيا

 فالمعلومات المتعلقة بنهر النيل الجارف أحيانًا والمتدفق في كثير من الأحيان ومعه الطوفان كثيرة ومتنوعة لا تكفيها الكلمات ولا يعبر عنها بجمل وعبارات في كتب في مجلدات، تملأ بين الأرض والسماوات، فلا يمكن إيقافها ولا يستطيع أحد أن يمنع تمددها في الآفاق.

ولا يمكن وضع العراقيل في طريقها أو بناء السدود في مياهها من أجل تهدئة تدفقها، فلا تتحول إلى فيضان جارف، يغرق كل شيء حوله فيه حياة أو ماء جارٍ، يعبر بأمن وأمان وسلام، دون حدوث مخاطر من جريانه وتدفقه على الأرض والإنسان، بل محاولة متعلقة لوضع النقاط فوق الحرف عن أهمية ومكانة نهر النيل العظيم.

إلى درجة لا يمكن إحاطتها بكلمات في جمل وعبارات في مقالات، ولكن سيكون الحديث مركزًا ومفصلًا عن بعض من مآثر نهر النيل العظيم في أبعاده السبعة، والذي يبدأ بالحديث عن بعده العلمي، المتعلق بخلق الكون وخلق الإنسان، فيأخذ بعين الاعتبار البناء العلمي للكون والبعد الديني المتعلق برسالة الأنبياء والمرسلين، والبعد الجغرافي المتعلق بموقعه في الكرة الأرضية.

والبعد الحضاري المتعلق بالحضارات، التي قامت على ضفاف النيل منذ بدء التاريخ، والبعد التاريخي المتعلق ببدء التاريخ الإنساني، وحياة الإنسان الأول على طول النهر وامتداده، والبعد البشري المتعلق بخروج الإنسان الحضاري الأول من مصر إلى آسيا وإفريقيا والبعد الأخروي باعتبار نهر النيل، نهر من أنهار الجنة.

ومن هنا تبرزت ملامح نهر النيل والأهمية الكبرى والمنزلة العظمى للحديث عنه في موقعه ومكانته ومنزلته في قلب مصر وعند المصريين وفي العالم، وعلى امتداد الكرة الأرضية وفي الكون.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »