مقالات

(6) نهر النيل في… الإسلام

من هنا تكمن أهمية الحديث العلمي المرتبط بالعقل والفكر والفهم، عن نهر النيل ومكانته  عبر الزمن، ومن ثمَّ النظرة الثاقبة المتعلقة بالواقع وجسارته، والذي لا يبعد كثيرًا عن البُعد المنطقي للأحداث، التي تحيط بنهر النيل من كل جانب والتي تطاله من المنبع إلى المصب، وتطل على حوضه.

بل وتعلم على طوله وعرضه ومساحته الجغرافية المستوحاة من الطبيعة، تاركة علامات استفهام كبيرة، على ماضيه المتجزر في أعماق الزمن وعلى حاضره القريب، ومستقبله البعيد، وفي مركزه وذروة سنامه أبعاد نهر النيل السبعة، التي تتحكم في جريانه والمنطلقة من تحدي المكان وقوة الزمان، فتحدد ملامحه في الماضي والحاضر والمستقبل، المستنبطة من البيئة المحيطة بشكل علمي محترف، وفيه الحديث عن مكانة ومنزله نهر النيل في الإسلام والكون.

هذه المكانة الكبيرة وتلك المنزلة العظيمة، التي يتربع بها نهر النيل على الكرة الأرضية، هي محور حديثي، عن نهر النيل في الكون وفي الإسلام، وفيه يتم استعراض الحديث عن مشاهد ومنازل النهر العظيم، وحضارته وتاريخه العريق الضارب في أعماق الزمان، والتي لم يخوض فيها أحد من قبل ولن يخوض فيها أحد من بعد.

فالحديث عن نهر النيل، حديث ذو شجون وهو حديث العاشق المتيَّم بحبه والذي يحتاج إلى وضعه على بساط البحث، وتشريح أبعاده السبعة، الواحد تلو الآخر بشكل علمي ممنهج، وفي جوهره النقل المتحكم في وجوده وجودته في جذوره المنتقاة من الجنة، والتي سوف أتطرَّق إليها بشكل علمي وأنظر إليها بعمق وإسهاب.

الحديث العلمي المرتبط بالعقل هم نهر النيل

بعيدًا عن السطحية في الطرح والسذاجة في المنطق، وملء المقالات بالأحرف والكلمات والجمل والعبارات، دون مبنى أو معنى، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع بلا عد ولا حسبان، بل هي مضيعة للوقت والجهد والمال في عنوان المقال، الذي ينم عن تفكير عميق في حال وصدى نهر النيل العظيم، باعث نهضة مصر ودول حوض النيل، وباعث الحياة في الحياة، ودونه لا قيمة للحياة التي تصبح عدم.

فالأفكار تتدفق عن مائه، مثل تدفق وجريان نهر النيل، مترابطة مثل قطراته المنبعثة، من المنبع والمهاجرة حتى المصب، ومرتبة ومنسقة في قالب علمي منقح بانتظام ومربوط  بإحكام، مثل تماسك جزيء الماء النقي، في ذرتي الهيدروجين وذرة الأكسجين، الذي يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى فيما قدر وخلق .

والتي ستفاجيء القارئ عن كل ما هو جديد ورشيد وعجيب وفريد، عن هذا النهر العظيم، فمنزلة نهر النيل معروفة، عند الله سبحانه وتعالى ومكانته مفهومة، عند صفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين، وأثره بيِّن وواضح بين العالمين، والتي يستقيها من منزلة ومكانة مصر في الكون وفي الإسلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »