مقالات

(12) إشراقات… رمضانية

لم يكن عجيبًا أن نجد تجانسًا وتآلفًا وتقاربًا بين مكونات الكون ومكونات الإنسان فلكل واحد منهما مهمة في الحياة يكمل بها مهمة الآخر، من أجل استمرار الحياة وذلك يرجع إلى أن أصلهما واحد، فكلاهما خلق من الماء وخالقهما واحد الله سبحانه وتعالى.

وإدراك ذرتي الهيدروجين والأكسجين ومكونهما الغازي، معنى عظم المسئولية الملقاة على عاتقهما، هو الذي أهلهما للقيام بهذا الدور في الحفاظ على وجود الكون ومكوناته والحفاظ على حياة الإنسان وكيانه، لأنَّه نابع في الأساس من كونهما مسيرين للقيام بهذه المهمة بأمر الله فهما أكثر وعيًّا وأكثر إدراكًا من الإنسان، اللذين كانا سببًا في وجوده بل واستمراره في الحياة إلى حين.

مكونات الكون ومكونات الإنسان

وإذا كانت الأرض تتميَّز عن غيرها من مئات تريليونات الكواكب، التي تدور حولنا في هذا الكون الشاسع بوجود الماء، فسميت بالكوكب الأزرق فالماء يمثل 71% في البحار والمحيطات والأنهار، بينما اليابسة تمثل 29% في الجبال والوديان وهي نفس نسبة الماء الموجودة في جسم الإنسان.

فذلك معناه مدى الأهمية القصوى التي يجب أن يوليها الإنسان للمياه، فهو يحتاج إلى الماء والحفاظ على مصدره نقي خالٍ من كل الشوائب والملوثات من أجل الحفاظ على صحته ووجوده في الحياة.

وهذا فيه إعجاز هائل، فالماء يعتبر واحدًا من الضرورات المادية الخمسة، للحفاظ على صحة الإنسان فهو مذيب للجلوكوز والأحماض الأمينية والأملاح والفيتامنات، كما يلعب دورًا حيويًّا ومحوريًّا في هضم وامتصاص ونقل وتوزيع مختلف عناصر الغذاء من خلال عمليات كيميائية، يتم فيها تحويل العناصر الغذائية إلى طاقة لازمة لبناء ونمو وإصلاح ما تلف من خلايا الجسم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »