مقالات

(7) الإسلام… في ميلاد الرسول

كانت التوراة ونزولها على موسى عليه السلام تُعبِّر عن المزاج العام، الذي يُعبِّر عن الإسلام الوصفي، باعتبارها تُمثل مشاعل الهدي والنور، الذي يحكم به أنبياء بني إسرائيل وعلمائهم من الربانيين والأحبار.

قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ” (المائدة: 44).

وفي حديث موسي عليه السلام، إلى قومه من بني إسرائيل، ربط بين الإيمان بالله والتمسك بالإسلام الوصفي، الذي جاء به في التوراةا ودعا إليه قومه.

قال تعالى: “وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعليه تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ” (يونس: 84).

التوراة ونزولها على موسى.. إعلان سحرة فرعون الولاء لله

وأعلن سحرة فرعون الولاء لله والإيمان بدعوة موسى عليه السلام إلى الإسلام الوصفي، الذين أدركوا معجزة عصا موسى عليه السلام، والتي التهمت عصيهم وثعابينهم الوهمية،  فكانت إعجازًا خارقًا وحقيقيًّا، فخرّوا لله ساجدين، وهم يطلبون النجدة والعون من الله، أن ينجيهم من بطش فرعون، فيدعون ربهم بالصبر والتثبيت على الإسلام وتحمل أذى وعذاب الفرعون وأن يميتهم على الإسلام.

قال تعالى: “وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ علىنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ” (الأعراف: 126).

ثم يصف القرآن الكريم، حادث غرق فرعون في البحر الأحمر، بعد أن لحق فرعون وجنوده بموسى عليه السلام وقومه من بني إسرائيل في عرض البحر، وعند غرقه أدرك الفرعون بعد فوات الأوان، أن المخرج له كان الإسلام الوصفي، الذي دعا إليه موسى عليه السلام، ولم يتعظ أحد من فراعنة مصر لما حل بفرعون.

قال تعالى: “وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (يونس: 90).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يفر الفرعون إلى الإسلام الوصفي، الذي دعا إلسه موسى عليه السلام، ولكن في اللحظات الحرجة من حياته، والوقت الضائع من عمره، بعد أن بلغت روحه الحلقوم والتي لم يقبل فيه الدعاء، بعد كان من مدعي الألوهية، وكان من الضالين المكذبين بدعوة موسى إلى الإيمان بوحدانية الله.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »