مقالات

الله يحتفل بميلاد النبي في سورة الفيل (3)

في نفس الوقت أعلم الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه مؤيد من قبل ربه، فقال تعالى “رَبُّكَ”، إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى، هو الذي استدعاه للوجود، وهو الذي سيتولى تربيته وحمايته من كل أعدائه، حتى يبلغ رسالته إلى العالمين، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.

في سورة الفيل، كان التعظيم من شأن البيت الحرام، عند الله سبحانه وتعالى، والإعلان عن أن ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان إيذانًا بتنظيف الكعبة من الشرك والأوثان، احتفالًا بمولده، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.

كما أنَّ الإشارة إلى أصحاب الفيل، فيه تضخيم للحدث، الذي كان يعتبر فيه الفيل أحد الأسلحة القوية والفتاكة التي تهزم العدو وتقضي عليه وتفنيه، قال تعالى “بِأَصْحَابِ الْفِيلِ”، والباء للصلة القوية بين الفيل وأصحابه من أبرهة الحبشي وجنوده، والذين بلغ عددهم ستين ألف ومعهم فيل أو أكثر، فأفشل الله سبحانه وتعالى، خطط أبرهة الحبشي في هدم الكعبة، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.

وأكدت السورة أن كل أساليب الحيل والخداع، التي استخدمها أبرهة بالترغيب تارة، وبالترهيب تارة أخرى بين أهل مكة واليمن، والتي دبرها بخفاء للاعتداء على البيت الحرام، قد باءت جميعها بالفشل، قال تعالى “أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ”، بعد أن دفعه ضلاله إلى الذهاب إلى مكة لهدم الكعبة، فجعل الله سبحانه وتعالى كيد أبرهة في نحره، فهزم شر هزيمة هو وجيشه، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.

كما أن إهانة أبرهة وجيشه، بإرسال طيور صغيرة، ليس معروفًا عنها القتال، فتقاتل أبرهة وجيشه وتقتله وتبيده، عن بكرة أبيه، كان احترامًا وتقديرًا عن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا إكرامًا واحتفالًا واحتفاءً بمولده صلى الله عليه وسلم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »