مقالات

(51) إشراقات… رمضانية

لعب رمضان الدور الأبرز في إظهار مكانة ومنزلة محمد صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، فكان رمضان بمثابة الميلاد الحقيقي لنور الإسلام المتمثل في سطوع نور القرآن الكريم ونور محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا يمثل رمضان البداية الحقيقية لظهور حقيقي لدلالات النبوة ومكانة الهدي النبوي في الإسلام، الذي يمثل جزءً لا يتجزأ من التشريع.

وبالرغم من كل هذه المنزلة الرفيعة التي حظي بها محمد صلى الله عليه وسلم من ربه، إلا أننا نجد أنه من الواضح من دراسة وتتبع معمق لمنهج النبوة، أنَّه لم يتم اختزال الدعوة الإسلامية في صاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم، فلم ينسبها إلى نفسه ولم يجعل من نفسه وصيًّا على الإسلام مع أنه النبي المختار من قبل الله سبحانه وتعالى في وجود المعيار الذي يعاير عليه كل مسلم تصرفاته، في وجود إطار من الكتاب والسنة بغض النظر عن الانتماء.

وعلى هذا الأساس وتلك الأصول، صنع محمد صلى الله عليه وسلم النموذج الحي على مدار الزمان، فكان دائمًا ينصت لعامة الناس ويحترم أرائهم ويستمع إلى شكواهم، فمن أجلهم نزل القرآن الكريم ومن أجلهم جاء الإسلام، لكي يضع إطارًا للحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة في وجود الرقابة، التي تحتم على المسئولين الأخذ بعين الاعتبار الرأي العام للناس.

مكانة ومنزلة محمد صلى الله عليه وسلم

فصنع محمد صلى الله عليه وسلم يمثل النموذج الحقيقي والصادق المُعبِّر عن حقيقة الإسلام في العقيدة والعبادة والمعاملة وإعلاء القيم والأخلاق والسلوك القويم، فكان المعيار الذي تقاس عليه كل الممارسات السياسة والاقتصادية والتي تنطابق مع هذه القيم وتلك الأخلاق.

ولم يحدث التفاف عليها ولم يتم تطويعها من أجل أن تلتقي مع الانتهازية والأنانية والمصلحة الشخصية، فيتم تشويه صورة الإسلام أمام الجميع دون الالتفاف إلى أهمية الحفاظ على هذه القيم وتلك المبادئ في كل الأحوال.

وهذا فيه إعجاز هائل، لأن فيه ضبط لأخلاق الناس القائمة على الإيمان بالقرآن الكريم، الذي نزل في رمضان، فلا تبرير للكذب الذي يخرج المسلم من الإطار الذي رسمه الإسلام وما ينطبق على الكذب ينطبق على الغش والتزوير والخداع والاحتيال وزد عليه الانتهازية السياسية في وجود الغاية التي تبرر الوسيلة فلا يمكن إصلاح الأمة بالفساد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »